كتب خورشوف - الرجل الثاني في الاتحاد السوفييتي - في مذكراته أن الرئيس ستالين رئيس الاتحاد السوفييتي حتى 1952 أخبره عن مؤامرة كبيرة تعرض لها مصنع ضخم لتصنيع الإطارات هدية من شركة فورد الأميركية، وأن المعمل ينتج بشكل جيد منذ سنوات، إلا أنه في الشهور الستة الأخيرة أصبحت إطاراته تنفجر بعد بضعة كيلومترات دون معرفة السبب، لذلك قال ستالين لخورشوف أريدك أن تذهب وتحقق بنفسك في الموضوع. بدأ خروشوف التحقيق وكان أول ما لفت نظره حائط الأبطال في مدخل المصنع ويتضمن صور أفضل العاملين خلال شهر، إلا أن التحقيقات التي شملت جميع العاملين لم تنجح في التوصل إلى أية نتيجة.
يضيف خروشوف: عدت وتأملت سير العمل من نقطة الصفر إلى النهاية ولم أجد ما يشير إلى أي خطأ، فكل شيء طبيعي ومتقن، لكن الإطار انفجر بعد تجربة بضعة كيلومترات، جمعت المهندسين والعمال والإداريين واتصلت بالمهندسين الأميركيين دون الوصول إلى حل. حللت المواد الخام المستخدمة في صناعة الإطار، وجاءت كل النتائج ممتازة جدا، لكن انفجر الإطار. أحسست بالعجز وبينما أنا أسير محبطا لفت نظري حائط الأبطال الذي ترأسه مهندس منذ ستة شهور، أي منذ بدأت الإطارات تنفجر. لم أستطع النوم وفي اليوم التالي استدعيته وطلبت منه أن يشرح لي السبب الذي جعله يصبح بطل الإنتاج لستة أشهر متتالية. أجاب بأن ذلك يرجع إلى نجاحه في توفير ملايين الروبلات للمعمل والدولة، وبسؤاله عن ذلك قال بفخر: قمت بتخفيف عدد الأسلاك المعدنية في الإطار، وبذلك استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يوميا.
هنا أصابتني السعادة الكبيرة لأنني عرفت حل اللغز أخيرا، واتصلت بستالين أشرح له ما حدث، وبعد دقيقة صمت قال لي ستالين بالحرف: والآن أين دفنت جثة هذا الغبي؟ قلت له: في الواقع لم أعدمه يا رفيق، سأرسله إلى سيبيريا لأن الناس لن تفهم لماذا نعدم بطلا للإنتاج! الأغبياء أكثر ضررا من الأعداء!.