أعجبني جدا شعار مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته الحالية (الخامسة عشرة)، وهو “إعلامنا هويتنا”، فهو شعار في منتهى القوة والأهمية في هذا العصر الذي تتعرض فيه الكثير من المفاهيم للخطر وتستهدف فيه الهويات والثقافات بشكل لم يسبق له مثيل، وحيث تسعى ثقافات معينة إلى فرض نفسها وإلغاء ما سواها من الثقافات بشكل لم يحدث عبر التاريخ نظرا لأن أدوات اليوم أخطر بكثير من أدوات الماضي.
وجاءت تصريحات مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج وأمين عام المهرجان، مجري بن مبارك القحطاني، مؤكدة هذا المعنى، حيث قال إن اختيار شعار المهرجان “إعلامنا هويتنا” يأتي انطلاقا من أهمية الإعلام الخليجي وريادته وتأثيره في الفضاء الإعلامي العالمي، وكذلك إيمانا بأن هويتنا عنصر قوة لابد من استثمارها وعكسها في إعلامنا ليرانا العالم كما نود لا كما يود هو ويقرر عن بعد.
ولكي يتحقق شعار “إعلامنا هويتنا” ويرانا العالم كما نريد نحن، لا كما يريد هو، لابد من وجود تنسيق على أعلى المستويات بين القائمين على الإعلام في دول الخليج العربي، ولابد من استغلال الإمكانيات والطاقات الهائلة الموجودة في دول الخليج العربي والتي يمكنها أن تجعل هذا الإعلام في مقدمة أدوات التأثير الكبرى في هذا العالم، فمنذ أول مهرجان للإذاعة والتلفزيون، والذي عقد في عام ١٩٨٠ في دولة الكويت، حدثت طفرة هائلة في كل إمكانيات الإعلام وأصبح الإعلام الخليجي يمتلك طاقات بشرية غير عادية إلى جانب الإمكانيات الأخرى الضرورية لصنع التقدم.
نتمنى أن يكون هذا المهرجان نقطة انطلاق جديدة نحو استراتيجية إعلامية خليجية جديدة ومؤثرة يمكنها الدفاع عن هويتنا الثقافية الخليجية بمكوناتها الدينية والعربية المختلفة في مواجهة الحالة العالمية المخيفة التي تؤثر على الثوابت في عالم مفتوح بلا حواجز.