العدد 5009
السبت 02 يوليو 2022
banner
دماء على باب الحرم الجامعي
السبت 02 يوليو 2022

لا أدري ما الذي جعلني أختار هذا العنوان الذي يشبه عنوان مسرحية “دماء على أستار الكعبة”، مع اختلاف الموضوع بطبيعة الحال، لكن الموضوع الذي أتناوله هنا أصابني بالصدمة، كما أصاب المجتمع العربي كله، وجعلني غير قادرة على اختيار العنوان واختيار الكلمات، فخلال أسبوع واحد يتم ذبح فتاتين عربيتين في عمر الزهور بطريقة غريبة وبشعة وغير مألوفة في بلاد العرب، إحداهما في القاهرة والأخرى في عمان بالأردن.
فعلى بوابة جامعة المنصورة في دلتا مصر تم ذبح نيرة الجميلة كما تذبح الشاة بواسطة شاب كان يريد الزواج منها لكنها رفضته، فقرر ذبحها حتى لا يظفر بها غيره، وفي الأردن تلقت إيمان الجميلة رصاصة اخترقت رأسها بشكل بشع هز الضمير العربي كله.
فماذا حدث للقيم العربية لدى هذا الجيل من الشباب، لم نعرف شيئا كهذا في القيم العربية التاريخية، فالثقافة العربية بها رجال أصابهم الجنون بسبب العشق مثل قيس ابن الملوح الذي عشق ليلى العامرية، وبها جميل بثينة، ولكن ليس بها ذبح للحبيبات بهذه الطريقة البشعة، فما الذي نحن فيه اليوم؟ ما الذي خلق شبابا بهذه الدرجة من التوحش والعنف؟ سؤال أطرحه ويطرحه غيري كثيرون هذه الأيام؟ هل هو الفن الرديء الذي أنتجته بعض دور السينما؟ هل هو الإنترنت وألعاب القتل التي تأخذ الشباب نحو الهلاك؟ لا أدري هل سبب واحد أم أسباب كثيرة، لكن المؤكد أن شباب هذه الأيام أصبحوا عنيفين وعلى استعداد للقتل.
الذي ذبح نيرة المسكينة حكم عليه بالإعدام بعد أيام من جريمته في أسرع حكم إعدام في تاريخ مصر، لكن العقاب الرادع ليس فقط هو ما يريده الناس أمام حالة العنف التي أصابت الشباب والتي يمكن أن يذهب ضحيتها كثيرون.. إنني أوجه من خلال هذه الزاوية رسالة لكل من يهمه الأمر ليقوم كل بدوره في مواجهة التشوه الفكري والعاطفي الذي يصيب الكثير من الشباب في هذه الأيام العصيبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية