+A
A-

مستشار منظمة الصحة العالمية لزراعة الأعضاء: أطباء يقفون حجر عثرة أمام عدم الحصول على أعضاء المتوفين

أكد الرئيس السابق لجمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء ومستشار منظمة الصحة العالمية للتبرع وزراعة الأعضاء فيصل شاهين، أنه بالإمكان القضاء على قوائم انتظار المرضى للتبرع بالأعضاء.
وأفاد في مداخلته في ندوة البلاد بشأن تشجيع المجتمع على التبرع بالأعضاء أنهم في المملكة العربية السعودية يسعون إلى تحفيز برنامج الزراعة من المتوفين دماغياً، باعتباره من أهم أهداف البرنامج الحيوية إنقاذ كثير من المرضى من الفشل العضوي النهائي.
وأكد “لا شك أن دول مجلس التعاون سوياً قامت بإنشاء قاعدة بيانات كبيرة لمرضى قصور الكلوي خاصة الكلى منذ أوائل التسعينات وكان هناك لجنة زراعة الأعضاء قامت بعمل كبير جداً من أجل أن تتكامل سوياً والتعاون في مجال زراعة الأعضاء، والذي كان من نتائجه تبادل الأعضاء بين دول مجلس التعاون والمساعدة في الفرق الطبية”.
وأوضح شاهين “هناك نقص في التبرع بالأعضاء عالمياً إلا أنه في منطقتنا يعتبر كبيراً جداً، حيث لا نحصل إلا على أعداد قليلة جداً من المتوفين دماغياً رغم أنهم كُثُر، وذلك نتيجة لعدم الخبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، والذي أفضى بعدم القدرة على الحصول على أعضاء الصالحة للنقل والزراعة من المتوفين دماغياً”.
وتابع “رغم أن الشرع أباح ذلك، فضلاً عن توافر الفرق الطبية المؤهلة لزرع الأعضاء والمستشفيات المؤهلة في التعامل مع نقل الأعضاء وزراعتها إلا أنه للأسف لا يتم الحصول على الأعضاء من كل المتوفين دماغياً” .
وأرجع ذلك لعدة أسباب منها عدم قناعة بعض الأطباء بالوفاة الدماغية، ومعتبراً أن هذا موضوع خطير جداً ويجب تثقيف الأطباء بهذا الموضوع، كما اعتبر أن عدم كفاية المتعاملين مع حالات الوفاة الدماغية في المستشفيات بسبب قلة كفاءاتهم وعدم قدرتهم على تشخيص هذه الحالات وطرق المحافظة على الأعضاء سليمة لتتمكن من استئصالها هو سبب آخر لعدم الاستفادة من المتوفين دماغياً”.
وأكمل أن من ضمن الأسباب “عدم وجود منسقين للتعامل مع ذوي المتوفين دماغياً وإقناعهم بموضوع التبرع، فضلاً عدم وجود دعم من بعض الحكومات لبرامج نقل وزراعة الأعضاء رغم أهميتها، والذي يعكس وجود برامج زراعة الأعضاء في أي دولة تطوُّرها في الخدمات الصحية”.
وأوضح “أن المملكة العربية السعودية بدأت مشوارها منذ العام 1979، وفي 1984 أنشئ المركز الوطني للكلى والذي تحول اسمه للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، مضيفاً “إن مملكة البحرين من أوائل الدول التي زرعت الأعضاء، كان لديه برامج إلا أنه يتراوح عمله فيها بين الزيادة والنقصان”، مشدداً على ضرورة ديمومية مثل هذه البرامج لأهميتها.
وأكمل “سعت دولة الإمارات العربية المتحدة لتغيير برامجها وتغيير الإستراتيجيات التي تقوم بها، وأصبحت من الدول التي تحصل على الأعضاء بكثرة هذه الأيام، مضيفاً “أعتقد أن البرنامج المطبق في الإمارات يمكن أن يطبق في أي دولة أخرى، في الكويت لديهم برنامج، وكذلك دولة قطر لديها برنامج للزراعة نسبة لا بأس بها”.
ولفت شاهين إلى ضرورة تكثيف الجهود لتدريب وتأهيل أكثر لأطباء العنايات المركزة ومعاونة الإعلام وعلماء الدين لدعم زراعة الأعضاء، مؤكداً أنه يمكن إلغاء قوائم الانتظار إذا ما توافرت لدينا هذه المقومات المهمة لأخذ أكبر عدد من الموافقات من العنايات المركزة، وتنظيم البرامج بشكل أكبر حتى لا يحتاج المرضى للسفر للخارج للبحث عن أعضاء أو أن يموت أحدهم وهو على قائمة الانتظار.
وأكمل “نستطيع أن نلغي الغسيل الكلوي البريتوني والغسيل الدموي إذا توافرت هذه الاشتراطات”، مؤكداً توافراً كبيراً للكلى وذلك لكثرة حوادث الطريق المؤسفة، ووجود أعداد كبيرة من المرضى المتوفين دماغياً بصحة جيدة لصغر سنهم”.