نردد دائماً عبارة تقول “للسفر سبع فوائد”، ومن واقع تجاربي الشخصية في هذا الجانب أرى أن في السفر فوائد لا تعد ولا تحصى، ففي السفر نقابل أشخاصاً من مختلف دول العالم التي قد لا تربطنا بها أية عادات أو تقاليد، لكن عندما نذهب إلى دولهم نستطيع تبادل المعرفة والاطلاع على ثقافاتهم وأطباعهم بعيدًا كل البعد عن دياناتهم، فزيارة المعالم السياحية المهمة ومعرفة الحضارات من أهم فوائد السفر، حيث تزيد وعي الإنسان وتقبله الحضارات والشعوب الأخرى.

نحن بحاجة اليوم إلى الاستفادة والتعلم من الآخرين الذين سبقونا كثيرًا في مجال السفر والسياحة، وعلينا بذل كل الطاقات للتواصل معهم وتطبيق ما يمكن تطبيقه من فعاليات مناسبة لعادات وتقاليد وطننا الغالي، حيث نحتاج خارطة طريق وأهدافا واضحة وتخصيص ميزانية ضخمة وكوادر متخصصة لتحقيق الهدف المنشود وهو تسويق اسم مملكتنا الغالية على خارطة العالم، فبعد صدور الأمر الملكي السامي في التغيير الوزاري الجديد بإنشاء وزارة خاصة للسياحة، فإن لذلك دلالات واضحة ونظرة ثاقبة للقيادة الحكيمة لما لهذا القطاع الواعد من أهمية قصوى، حيث يعد رافدًا مهمًا واستراتيجيا للاقتصاد الوطني، متمنياً لسعادة فاطمة بنت جعفر الصيرفي وزيرة السياحة التوفيق في مهماتها التي لن تكون مفروشة بالورود، وكل أملي أن تلاقي سعادتها كل الدعم والمساندة من قبل جميع الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة لضمان نجاح خطة عملها لتحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030.

وعودة إلى موضوعنا، لا ننسى أن في السفر فرصة كبيرة للترفيه عن النفس والقيام بالأنشطة الرياضية مثل ممارسة الرياضات المائية أو تسلق الجبال وغير ذلك، إذ يمنح السفر فرصة للاعتماد على النفس واتخاذ القرارات بعيداً عن أية مؤثرات خارجية، ومن الأمور الرائعة أثناء السفر تعلم اللغات لكي يستطيع المسافر التواصل مع الناس في البلد الذي اختار السفر له، وكما قيل قديما “إذا أردت أن تكتشف صديقا سافر معه”، ففي السفر يستطيع الإنسان أن يكتسب الخبرة اللازمة لمعرفة معادن الناس وحقيقتهم.

وأخيرا من ضروريات الحياة الابتعاد عن الروتين اليومي وهذا ما يوفره السفر دائماً، فالسفر يجدد النشاط ويمنحنا القدرة على العودة إلى ممارسة أعمالنا بحيوية بعد الحصول على وقت من دون توتر وضغط نفسي.