العدد 4995
السبت 18 يونيو 2022
banner
رشيد الحلواني
رشيد الحلواني
قوة الإهانة
السبت 18 يونيو 2022

عندما كان ستيف هارفي بالمدرسة وقد كان يبلغ من العمر 6 سنوات، فقيرا بملابس متواضعة ومشاكل في التلعثم والتأتأة طلبت المعلمة من الطلاب كتابة حلمهم المستقبلي، فتشجع ستيف وهبت في عروقه الحماس وكتب حلمه (أريد أن أعمل بالتلفاز) فما كان من معلمته إلا تقليل وتحقير حلمه بحجة أنه لن يصل إلى ذلك الهدف وأصرت على أن يكتب شيئا آخر أكثر واقعية لمكانته المتواضعة فكتب لها ما تريد! مهنة أخرى ولكن اتفق مع والده سرا بعيدا عن معلمته على كتابة حلمه الأصلي ويكنزه في درجه على أن يفتح الدرج مرتين في اليوم مرة في الصباح عند الاستيقاظ ومرة مساء قبل النوم وترديد ذلك الحلم.
الان من منا لم ير ستيف على التلفاز! 
كم مرة تعرضت للإهانة أو التقليل من الذات، لن تستطيع، فاشل، قليل الذكاء، فقير، قدراتك العقلية، أتحسب نفسك عبقريا؟ اسمع مني ستستسلم سريعا..... إلخ. أليس هذا ما تسمعه من بعض الناس المثبطة التي لا تريدك أن تنهض لكي لا تذكرهم بحالهم؟ فقاعدتهم بالحياة إن لم استطع أنا فعلها فأنت لا تستطيع!
عندما تصفع تلك الصفعة المعنوية صفعة الإهانة ويقلل من شأنك وتتخدر أنامل حلمك ووقارك ويحطك الغضب من جميع جوانبك، ما الذي تفعله وإلى أين تريد أن توجه غضبك؟ الى قبضة يداك لتهشم بها بعض الوجوه؟ أم إلى حلقومك لتصرخ بأعلى صوتك؟ أم إلى لسانك لتسب وتهين؟ 
لا بل حول كل ذلك الغضب إلى طاقة، طاقة تشعل فتيل حماسك، تقيمك وتنفض خوفك، تشعل إرادتك، طاقة تذلل لك الصعاب.
تذكر يا صديقي - غضب الجاهل في قوله وغضب العاقل في فعله – علي بن ابي طالب رضي الله عنه.
سنويا وفي كل عيد ميلاد كان يرسل ستيف هارفي تلفازا لمعلمته لكي تشاهده على التلفاز وبذلك حقق انتقامه بتحقيق حلمه! 
اجعل غضبك طاقة كالفحم والقِ به بغرفة احتراق تحفيزك ودع قطارك يسرع نحو ما تسمو إليه مستفيدا من كل من يحاول اهانتك!
تخيل أن العالم كله يدبر لك مؤامرة كبيرة ليساعدك على أن تصبح ناجحا وسعيدا – دابليو. كليمنت ستون - لذا اعتبر الإهانة إحدى تلك المؤامرات التي تساعدك على النجاح وتذكر أي شيء تراه في عقلك تستطيع إمساكه بيديك بإذن الله وعند توجيه غضبك بالشكل الصحيح تكن شديدا وترزق الحكمة لأنك لا تتكلم بما لا تعي عند الغضب وخلوقا لأنك لا ترد الإهانة بإهانة. 
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يمسك نفسه عند الغضب). 
لذا يا صديقي حوّل غضبك إلى سعرات حرارية واحرقها في سبيل بذل الجهد للوصول إلى هدفك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .