أحس يوسف بفخر وهو يرى رئيسه التنفيذي واقفًا أمامهم هو وزملاءه المتدربين كضيف شرف ومتحدث رئيس لينقل إليهم خبراته في الإدارة ونجاحاته وإنجازاته خلال مساره المهني الطويل في المؤسسات المختلفة التي تولى قيادتها. هو من المعجبين بشخصية هذا الرئيس وأسلوبه في الإدارة وتعامله مع المرؤوسين. كان يوسف يجول ببصره في أنحاء القاعة ليرى انطباع زملائه المتدربين الذين أتوا من مختلف المؤسسات عن الكلمة التي ألقاها رئيسه والتي تحدث فيها عن خبراته وتجاربه في القيادة.

بعد انتهاء الرئيس من إلقاء كلمته فتح المجال للأسئلة والمداخلات، وكان يوسف أول المتحدثين إذ قال: بداية أود أن أعبر عن سعادتي وفخري كأحد العاملين معكم وتحت قيادتكم الإدارية المميزة. سؤالي سيدي وباختصار شديد هو: ماذا تعرف عن الإدارة الحديثة وكيفية ممارستها؟ أنا على يقين بأنكم سيدي لديكم شيئًا من المعرفة عن ملامح الإدارة الحديثة. ثم نكون شاكرين لو تفضلتم وتحدثتم عن معايير الترقي إلى المناصب القيادية وخصائص القائد الإداري الناجح وهل طبقت هذه المعايير عليكم؟ أنا على يقين بأنه لم يتم استثنائكم من هذه المعايير وبأنكم اجتزتم هذه الاختبارات بتفوق. هذا إذا طبقت عليكم تلك المعايير والاختبارات.

تابع يوسف: أنا فعلًا فخور وسعيد بوجودكم معنا ضيف شرف ومتحدث رئيس سيدي. هذه فرصة لكي نستفيد من خبراتكم وأطلب من زملائي أن تكون أسئلتهم في صلب الموضوع وخارج المسائل الشخصية.

يقول (جيفري فوكس) في كتابه “كيف تصبح رئيسا تنفيذيًا”: حاول أن تنتقي الكلمات والتعابير المناسبة والتي لا تخلق الشعور السلبي للطرف الآخر. ما رأيك سيدي القارئ في أسئلة ومداخلة يوسف على ضوء هذه المقولة؟ لو كنت محل الرئيس التنفيذي، كيف ستكون ردة فعلك تجاه يوسف والذي هو أحد مرؤوسيك؟ ألا تعتقد سيدي القارئ بأن تصرف يوسف كان تلقائيًا وبنية حسنة ومعبرًا عن إعجابه برئيسه التنفيذي؟