العدد 4941
الإثنين 25 أبريل 2022
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
لم يتحمل الموقف فخرج...
الإثنين 25 أبريل 2022

فرح يوسف كثيرًا عندما أخبره مدير مكتبه أن أحد أصدقائه المقربين الذين أمضى معهم عمرًا موجود في الخارج ويبدو أنه حضر “لتهنئتك”. لم ينتظر يوسف حتى يكمل المدير كلامه فخرج من المكتب ليستقبل الصديق الذي لم يره منذ فترة طويلة. كم هو جميل أن يشاركك الأصدقاء والزملاء هذه المناسبات السعيدة وها هو أحدهم يأتي بنفسه للتهنئة. هكذا خاطب يوسف نفسه.

جلس الصديق وأخذ يجول ببصره في أرجاء المكتب وبعد لحظات تأمل، قال وبأسلوب مازح في ظاهره: ما هذا المكتب الفخم؟ لماذا أنت؟ أقصد لماذا أنت بالذات في هذه المؤسسة تحصل على هذا المنصب؟ يبدو أنه الحظ أو ربما هناك أسباب أخرى. أنا أمزح معك. تابع الصديق وهو مازال يجول ببصره في أنحاء المكتب: أعتقد أن السبب في ترقيتك هو إجادتك للغة الإنجليزية فحسب وإلا ماذا يميزك عن الآخرين؟

ظل يوسف صامتًا وهادئًا محافظًا على اتزانه محترمًا وجود هذا “الصديق” في مكتبه. فحتى هذه اللحظة لم يسمع كلمة تهنئة واحدة. أخرج الصديق ظرفًا من جيبه وناوله يوسف قائلًا: لنر كيف يقدّر الصديق صديقه، وتابع: هذه أوراق ابني وهو في الحقيقة يعمل ولكنه غير مرتاح في وظيفته حيث فرص الترقية هناك محدودة. أريده أن يعمل معك فأنت خير من يهتم به وبمستقبله المهني، ما رأيك؟

في هذه الأثناء دخل مدير المكتب وهو يحمل باقة ورد ويناول يوسف بطاقة تهنئة ثم يقول: هذه من أحد زملائك الذين عملت معهم قبل سنوات. اسمه موجود على البطاقة. طلب مني أن أنقل لك هذه العبارة: تستاهل كل خير فأنت تأتيك الترقية ولا تطلبها لأنك مخلص وكفء ودائم التطوير لقدراتك وتؤمن بالولاء والانتماء للمؤسسة التي تعمل بها وتحب الخير للجميع. فتابع المدير: كنت أود أن تقابله لترى وتحس بنفسك صدق هذا الشخص في مشاعره تجاهك وهو يردد تلك العبارات ولكن.

تفاجأ يوسف بخروج صديقه من المكتب بصمت وحتى دون استئذان. يبدو أنه لم يتحمل سماع عبارات المديح تلك. ما رأيك سيدي القارئ في موقف هذا الصديق؟ هل هي الغيرة أم أنه الحسد؟ هل خبرت مثل هذه السلوكيات سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية