في خطوة رائعة تستحق الثناء والتقدير، أعلن وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني خلال اليوم الدبلوماسي الرمضاني الذي أقامته وزارة الخارجية تكريمًا للسفراء والدبلوماسيين والإداريين المتقاعدين تأسيس مكتب خاص في وزارة الخارجية لرعاية شؤون المتقاعدين من دبلوماسيين وإداريين، وأكد في كلمته التي ألقاها في هذا التجمع الأخوي المبارك أن الهدف من تأسيس هذا المكتب تلبية احتياجاتهم من الخدمات داخل المملكة وخارجها، إلى جانب تطبيق إلكتروني للتواصل معهم وإطلاعهم على أنشطة الوزارة وفعالياتها ومواقفها وأخبارها الإعلامية وخططها التطويرية، بالإضافة إلى تلقي مقترحاتهم والاستفادة من خبراتهم في تطوير العمل الدبلوماسي.
شخصيًا سأرفع القبعة لمعاليه على هذه المبادرة الخلاقة والذكية التي تحمل الكثير من القيم والعبر وتنم عن الحب والاحترام والتقدير لجميع المتقاعدين الذين بذلوا الغالي والنفيس لخدمة الوطن الغالي في مختلف المواقع ومثلوا الوطن أحسن تمثيل. هذه المبادرة من وجهة نظري ستعطي بعدًا جديدًا للعمل الدبلوماسي المتميز، واثقًا بأنهم لا يترددون في تقديم عصارة خبراتهم المتراكمة من العمل الدبلوماسي والإداري إلى الجيل الجديد الذي يحتاج إلى الاطلاع عليها والاستعانة بها.
أنا لم أعمل في السلك الدبلوماسي رغم أنني أحمل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، لكن وبحكم علاقتي الوطيدة مع زملاء الدراسة الذين انخرطوا في هذه المهنة، وكذلك خبرتي العملية الطويلة في العلاقات العامة والإعلام، فإنني أثمن عالياً جهود وعمل أعضاء السلك الدبلوماسي في الخارج، فهم يعملون بلا كلل لرعاية مصالح الوطن بكفاءة واقتدار، لذا فان تقدير هؤلاء المتقاعدين يعد من الثوابت ورد الجميل لهم. في الدول المتقدمة تتم الاستفادة من المتقاعدين من خلال تعيينهم في مواقع مختلفة كل حسب تخصصه بصفة استشاريين وذلك للاستئناس بآرائهم وأفكارهم وخبراتهم الطويلة.
يخبرني أحد المتقاعدين أنه يقوم بالاتصال ببعض المسؤولين في مؤسسته السابقة وذلك للاستفسار عن بعض الأمور والخدمات، ليفاجأ برفضها بطريقة فضة! هذه التصرفات لا تمت إلى مبادئنا، وعلى المسؤولين ضرورة شرح ذلك لموظفيهم والتأكيد على خلق ثقافة وطنية وانتماء وولاء لهذه الشريحة، كما وللإنصاف علمت مؤخرا أن الدكتور عبدالرحمن جواهري الرئيس التنفيذي لشركة “بابكو” أصدر مذكرة داخلية للبدء في مشروع جمع البيانات الخاصة بجميع المتقاعدين بهدف التواصل معم ودعوتهم في المناسبات والفعاليات المختلفة للشركة، وكذلك مشاركة خبراتهم الموظفين الجدد.