+A
A-

العميد متقاعد داوود بن صالح البلوشي..قامة قانونية وأمنية وعطاء مهني ممتد لــــ 37 عاما في خدمة الوطن 

النائب العام : رغم رحيله فلن يغيب عن ذاكرتنا بما كان له من فضل على جيل كامل

الشيخ صباح بن حمد : كان مثالا للجد والعطاء وحسن السيرة وحب الخير للجميع

يبقى العمل الأمني والدفاع عن استقرار الوطن ، شرفا لا يضاهي وتضحية يتطلع إليها كل وطني مخلص ، يسعى لأن تبقى البحرين واحة أمن وأمان ، كما كانت وكما ستظل دائما بمشيئة الله . ولذلك فليس غريبا أن نتابع يوميا قصص نجاح وعطاء ، يسطرها أبناء البحرين على امتداد حياتهم المهنية والاجتماعية. ومن هؤلاء المغفور له بإذن الله ، العميد متقاعد داوود بن صالح البلوشي ، والذي رحل عن عالمنا قبل أيام قليلة ، ونعاه الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية وكافة منتسبي الوزارة ، معربين عن أحر التعازي وصادق المواساة لأسرة الفقيد ، داعين المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ، جميل الصبر وحسن العزاء.
رجل أمن من الطراز الأول 
ومنذ أن التحق الفقيد بشرطة البحرين بداية العام 1970 وحتى تقاعده عام 2007 ،بعد خدمة 37 سنة في المجال الأمني ، كان نموذجا للمهنية والشرف في الأداء والإخلاص .. نموذجا في العطاء للوطن والتضحية في سبيل أمنه واستقراره ، من خلال عمله في العديد من الإدارات الأمنية . حيث بدأ عمله في الإدارة العامة للتدريب والحراسات عام 1970 واختتم مسيرته الأمنية في مديرية شرطة محافظة المحرق. وخلال تلك السنوات الحافلة بالعطاء ، عمل الفقيد بالإدارة العامة لشئون الشرطة عام 1998 وبإدارة الادعاء العام عام 1976 وفي بمركز شرطة الخميس عام 1973 وفي إدارة أمن منطقة المنامة عام 1971 
مرت مسيرة العطاء ، بمحطات متعددة ، كان فيها الفقيد رجل أمن من الطراز الأول ورمزا للأداء المنضبط إلى أبعد مدى . ومنذ تعيينه وحتى رحيله عن عالمنا وخلال 37 عاما بوزارة الداخلية ، ظل متمتعا بروح متميزة من التفاؤل والأخلاق الرفيعة والتواضع الجم ، في كافة مواقع العمل الأمني ، سواء في الإدارة العامة للحراسات أو إدارة الادعاء العام وكذلك شرطة المحرق.
أوسمة وأنواط تعكس تقديرا وطنيا
تقديرا لعطائه وإخلاصه ، نال الفقيد العديد من الأوسمة والأنواط ، نذكر منها على سبيل المثال ، لا الحصر " 2007 وسام البحرين من الدرجة الثانية ، 2001 وسام البحرين من الدرجة الرابعة ، 1988 وسام تقدير الخدمة العسكرية من الدرجة الأولى ، 1986 وسام البحرين من الدرجة الخامسة ، 2004 نوط الأمن للخدمة الممتازة من الدرجة الأولى ، 2000 نوط عهد الشيخ عيسى من الدرجة الأولى ، 1996 نوط الأمن للخدمة الطويلة 25 سنة ، 1990 نوط الأمن للخدمة الطويلة 20 سنة ، 1986 نوط الأمن للخدمة الطويلة 15 سنة.

واحدٌ من أبناء البحرين الأبرار 
قال الدكتور علي بن فضل البوعينين النائب العام "في شهر رمضان، وفي هذه الأيام الفضيلة، انتقل إلى رحمة الله تعالى واحدٌ من أبناء مملكة البحرين الأبرار، رحل عنا العميد السابق داوود صالح البلوشي الذي يحفظ له الجميع مآثره ومناقبه في حياته العملية والشخصية، فصار بها مثالاً وقدوةً تُتبع".
وأضاف أنه رغم رحيله ، فلن يغيب عن ذاكرتنا بما كان له من فضل على جيل كامل ممن شرفوا بالتدرب على يديه أو عملوا تحت إشرافه وتوجيهه، وأذكر له في هذا المقام؛ تَعَهُدهُ بي وزملائي عند التحاقنا عام 1981 بأكاديمية الشرطة بجمهورية مصر العربية، إبان أن كان الراحل هو المسئول عن إلحاقنا ومتابعة شئوننا خلال فترة الدراسة".
وتابع "ثم ما حظيت به من شرف مزاملته في العمل فكان آنذاك بمثابة المعلم والأخ الأكبر، ولقد ظل هذا الرابط العملي والإنساني قائماً فيما بيننا حتى بعد تعييني نائباً عاماً وتوليه منصب مدير مديرية شرطة محافظة المحرق".
من جهته ، أكد السيد عيسى عبدالله بوخّوه المدعي العام السابق أن الفقيد كان يتمتع بأخلاق رفيعة وأدب جم ، محبوبا لدى الجميع خصوصا مع زملائه في العمل حيث عملت معه سنين طويلة ولم أر منه سوى الأخلاق الراقية ، مضيفا أنه كان يحترم الجميع من الكبير إلى الصغير ويعاملهم بوجه بشوش.
وأضاف: كان مثالا لرجل الأمن المنضبط والمثقف ويعمل بجد واجتهاد وتفان ويتمتع بحنكة قانونية خاصة في حل القضايا التي يباشرها ، وساهم في وضع الحلول للعديد من المواقف والمسائل القانونية ، وكان يعمل بشفافية ومهنية عالية.
في سياق متصل ، أكد السيد أحمد حمد الدوسري قاض بالمحكمة الدستورية أن الفقيد داوود بن صالح البلوشي ، كان أستاذا فاضلا والمشرف على العمل واكتسبنا الخبرة والكفاءة بفضل العمل بمعيته ، وكان رجلا ذا أخلاق كريمة ومحبا للعمل القانوني.
وأوضح أنه أعطى الكثير وساعد الجميع في صقل مهاراتهم والارتقاء بمجال العمل القانوني في وزارة الداخلية.
وفي ذات السياق ، قال الدكتور الشيخ صباح بن حمد آل خليفة الأمين العام للمحكمة الدستورية" تعلمنا من المرحوم العميد داوود صالح البلوشي ، الكثير من الدروس في كيفية التعامل القانوني وتأدية الواجب الأمني على أكمل وجه ، وكان مثالا للجد والعطاء في مجال العمل ، وحسن السيرة وطيب المعشر ويحب الخير للجميع".
وأضاف "فقدت البحرين واحدا من أخلص رجالها ، كان له بصمات واضحه وجليلة في العمل الأمني والقانوني في البحرين ، ومثالا يحتذي به في العمل القانوني من خلال اسهاماته في تطوير العمل وتأهيل العاملين معه".
من جهته ، أكد المستشار القانوني جاسم المهزع ان الفقيد كان محبا لعمله ويتمتع بالرؤية القانونية والنظرة الإنسانية ، وتعلم منه ، جميع من عمل معه وعرفه عن قرب ، الكثير في حسن التعامل ، وكان يتصرف بإنسانية ويترك في النفوس الأثر الطيب.
وأضاف أنه كان من أطيب خصاله التسامح ومساعدة الآخرين والتسابق في فعل الخير وله من الأنشطة الإنسانية والخيرية الكثير ، وكان محبا لأهل المحرق لارتباطه ونشأته فيها ، منوها إلى أنه برحيله خسرت البحرين رجل أمن متميزا ومخلصا ومحبا للوطن وقيادته ، وأعطى الكثير لعمله بكل تفان واخلاص ومحبة وإنسانية.
من جهته ، أكد العميد حمود سعد الوكيل المساعد للشئون القانونية بوزارة الداخلية أن الفقيد ، كان بالنسبة له بمثابة الأخ والوالد الكبير وليس مسئولا في العمل فقط "منذ تخرجي من كلية الشرطة بمصر والتحاقي بالعمل في إدارة الادعاء العام كان العميد داوود رحمه الله المشرف والموجه في العمل، وكنت أقوم بمراجعته في القضايا التي تسند إلي لمراجعتها ودراستها لإعداد لائحة الاتهام في إسناد التهم بصورة قانونية".
وأضاف أن الفقيد كان ذا خبرة قانونية طويلة في إدارة الادعاء والترافع أمام المحاكم بالإضافة إلى ذلك كان إداريا وذا كفاءة عالية وتعلمت الكثير منه في بداية عملي القانوني في الادعاء العام حيث كان الموجه والمرشد الأول في العمل.
وأوضح أنه كان يتحلى بصفات وأخلاق عالية جداً في النواحي العسكرية، خصوصاً في التزامه وانضباطه في العمل وعلى الصعيد الإنساني كان يتميز بالصفات والخصال الطيبة فقد كان دائماً بشوشاً ، وعطوفا ، ومتابعا للضباط الصغار حديثي التخرج ويتابع مستوى تطورهم في العمل ودائم السؤال عنهم ومتابعة أعمالهم.
وهكذا كانت مسيرة الراحل ، التي سطر فيها أروع نماذج العطاء لوطنه ، أخلص حتى الرمق الأخير ، فإخلاص الرجال لا يتوقف إلا مع توقف نبض القلوب ، ولذلك ستظل ذكراهم حاضرة بيننا ، نتعلم منها ونورثها للأجيال ..رحم الله العميد متقاعد داوود بن صالح البلوشي ، وأسكنه فسيح جناته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.