العدد 4936
الأربعاء 20 أبريل 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أزمة أوكرانيا... أين موقع العرب؟
الأربعاء 20 أبريل 2022

الحرب غير المباشرة التي يخوضها كل من القطبين الأكبرين “موسكو وواشنطن المتحالفة مع لندن”، أو لأكون أكثر صراحة، الحرب غير المباشرة بين السلافية الشرقية التي تتمثل بروسيا، وبين الأنجلوسكسونية الجديدة التي تتمثل بتحالف لندن مع واشنطن، لكن ما يهمنا هو أين موقعنا كعرب من هذه الحرب؟ وهل حقق العرب مصلحتهم في خضم هذه الحرب؟
سنختصر على القارئ ونقدم له الخلاصة على المستوى السياسي والاقتصادي، فنرى أن سياسة العرب في هذه الحرب ضربت عصفورين بحجر، أولهما توجيه رسالة واضحة لسياسة واشنطن، من خلال رفض تهديداتها بوجوب انصياع كل الدول بما فيها الدول العربية، لدعم كل ما تسنه وتفرضه بخصوص هذه الأزمة أو الحرب غير المباشرة، فباستثناء عملاء العثمانيين، والضغط الغربي الكبير على فلسطين، نرى أن العرب امتنعوا عن التصويت بالجمعية العمومية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ناهيك عن تصويت الجزائر وسوريا ضد قرار واشنطن وحلفائها بتعليق عضوية روسيا بمجلس حقوق الإنسان، وهي رسالة واضحة للإدارة الأميركية عليها أن تدركها.
أما الرسالة الثانية فهي تحقيق العرب مصالحهم الاقتصادية أولا وقبل كل شيء، من خلال التزامهم بقرارات منظمة أوبك برفض زيادة الإنتاج خلافا لما تطلبه واشنطن، ما أثبت قوة الموقف العربي ضد ضغوطات وتهديدات الإدارة الأميركية لزيادة إنتاج النفط، أما العصفور الثاني فهو إرسال رسالة لكل من روسيا والصين بأن الرهان على العرب وقوتهم في التصدي لكل الضغوطات الخارجية هو رهان سياسي واقتصادي ناجح بكل المقاييس لبكين وموسكو، ويبدو أن الضغط الروسي على إيران بضرورة إنهاء سياستها باليمن وإنهاء استخدام الحوثي لطعن الرياض وأبوظبي، كان عربون شكر للإمارات والسعودية على التزامهما بتحقيق مصلحتيهما أولا، ناهيك عن التزام بكين بتحقيق كل ما تطلبه الرياض وأبوظبي خصوصا على المستوى العسكري، أما مصر فسعت أيضا لتحقيق مصلحتها أولا وأخيرا بكل وضوح سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لهذا فإن الأزمة الأوكرانية شهدت نهوضا عربيا على الساحة الدولية لم يكن أحد يتوقعه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية