العدد 4922
الأربعاء 06 أبريل 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أزمة أوكرانيا.. إخونجية الربيع الأوكراني
الأربعاء 06 أبريل 2022

السيناريو المؤلم الذي تعرض له العرب جراء مؤامرة الربيع العربي، وما ذاقته المرأة والطفل والشاب والشيخ العربي من قتل وتهجير وضياع مستقبل وتدمير أرضهم وبلدهم، حينما تحالف الأوباميون والفرس والعثمانيون والغرب مع الإخوان المسلمين للعبث وتدمير الأمة العربية تحت شعار الثورة والديمقراطية، هاهو يتكرر أيضا مع شعب أوكرانيا، بسبب ما يسميه الروس “النازيون الجدد”، وما نسميه نحن إخونجية الربيع الأوكراني.


لنبدأ أولا وللتوضيح بما كان يريده الإخوان حينما نفذوا مؤامرة الربيع العربي، كانوا يريدون بيع مصر والمغرب وتونس وليبيا وسوريا للعثمانيين، ولم يكن بالضرورة أن يفسحوا المجال للعثمانيين لاحتلال هذه الأراضي العربية وتواجد جنودهم فعليا، بل يكفي أن يقوم الإخوان وهم بدفة حكم هذه البلاد العربية بتوقيع اتفاقيات اقتصادية وعسكرية وبيع وتأجير الأراضي وفتح المصانع والشركات وتوقيع اتفاقيات أمنية تصب كلها في صالح العثمانيين، وبهذا تكون البلاد العربية التي يقودها الإخوان فاقدة السيادة ومحتلة وخاضعة للعثمانيين، تماما كما تفعل إيران باليمن والعراق، قبل أن ينتفض عليها.


هذا السيناريو هو ما حدث بأوكرانيا من قبل إخونجية الربيع الأوكراني، فهؤلاء أرادوا بيع أوكرانيا للناتو، أو لنكن أكثر صراحة بيع أوكرانيا للأنجلوسكسونية واشنطن ولندن المسيطرتين فعليا على الناتو، وكما سوق إخونجية الربيع العربي شعارات الثورة والسيادة والتجربة العثمانية، سوق إخونجية الربيع الأوكراني شعارات الثورة والسيادة والتجربة الأوروبية والناتو، وجعلهما متحكمين بسيادة أوكرانيا السياسية والعسكرية والأمنية إذا ما انضمت كييف للناتو، فأوروبا كلها لا ترفض أمرا لواشنطن زعيمة الناتو وأقوى دولة بالعالم، فما بالك بدولة مثل أوكرانيا، أفلا تكون تابعة لمصالح واشنطن؟


لقد أراد الإخوان تبعية البلاد العربية للعثمانيين ومسح أية سيادة أو استقلالية لها، وأراد إخونجية الربيع الأوكراني تبعية كييف للأنجلوسكسونية الجديدة واشنطن ولندن تحت غطاء الانضمام للناتو، ودمر الإخونجية البلاد العربية من أجل العثمانيين، كما يدمر الآن إخونجية أوكرانيا بلدهم من أجل واشنطن ولندن، وبالنهاية تدمرت أوكرانيا ورفض الناتو انضمامها، وستكون محايدة، بل وخسرت القرم وإقليم دونباس. لكن الفرق هو أننا انتصرنا وأخضعنا العثمانيين ومسحنا الإخوان بأقدامنا، بينما مازال إخونجية أوكرانيا يمارسون دورهم بتدمير ما تبقى منها مع الأسف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية