العدد 4904
السبت 19 مارس 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أزمة أوكرانيا... دواعش الغرب
السبت 19 مارس 2022

عندما غزا الاتحاد السوفييتي أفغانستان، قامت الولايات المتحدة بمواجهة موسكو والتصدي لها، لكن بشكل غير مباشر طبعا، لأنها تستخدم الأراضي المحايدة والدول لتصفية حساباتها، وعلى هذا الأساس قامت الاستخبارات الأميركية ووزارة الدفاع والخارجية باستخدام السذج من كل الشرائح، فقامت بتجميع المتدينين من العصر الحجري “طالبان”، وأقنعتهم بأنها ستدعمهم لتحرير وطنهم، وصورت واشنطن نفسها لهم بأنها وطنية أكثر منهم لتحرير أفغانستان.
وقامت أيضا برمي الطعم لمجموعة من المجرمين والضالين فكريا من العرب بقيادة المقبور بن لادن، وأقنعتهم بأن تحرير كابول قضية العرب والمسلمين الأولى، حتى أن واشنطن أوحت لهم بأنها تدافع عن الإسلام وتحرير كابول أكثر من المسلمين أنفسهم، وقامت بإطلاق مصطلح “المجاهدين” عليهم حتى أثناء الإيجاز الصحافي للبيت الأبيض والبنتاغون، بل حتى بوسائل الإعلام الأميركية، وكانت هذه من أذكى الخطط الأميركية باستخدام الدمى خلال مواجهتها موسكو أيام الحرب الباردة.
ويبدو أن الخطة الأميركية استهوت كلا من الصفويين والعثمانيين من خلال استخدامهم دمى مثل المالكي وزمرته ونصر الله والحوثي، واستخدام مرسي والجيش الحر والمرتزقة السوريين لتحقيق أهدافهم باحتلال البلاد العربية.
وهاهي أزمة أوكرانيا تغزو أطراف النزاع، موسكو وحلفاؤها والناتو وحلفاؤه، بتكرار استخدام سياسة الدمى والمرتزقة للزج بهم في الأزمة الأوكرانية لتحقيق مصالحهم، فموسكو دعت مؤيديها للقتال في أوكرانيا من شيشان ومرتزقة سوريين وفاغز وبقية الشباب، وحركت فيهم روح الوطنية الروسية، أما الأوروبيون فقد سمحوا لمواطنيهم بالقتال في أوكرانيا، وبالرغم من أن أوكرانيا ليست من دول الاتحاد الأوروبي ولا الناتو، فإن السياسيين الأوروبيين حركوا بهؤلاء المقاتلين والمتطوعين الأوروبيين روح الوطنية الأوروبية، وقد صدق هؤلاء المتطوعون لعبة الروح الوطنية الأوروبية، بينما الحقيقة هي أن كل المتطوعين من الجانبين هم مجرد دمى تستخدمها موسكو وواشنطن لمواجهتهما غير المباشرة بأوكرانيا، وإن كان ما قلته فعلا حقيقة، فإن داعش صناعة غربية بالدرجة الأولى بطريقة غير مباشرة للعبث بالأمن العربي بمسمى نصرة الإسلام. لكن الآن يبدو أن الغرب سيتجرع كأس دواعشه بنفسه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .