العدد 4883
السبت 26 فبراير 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
النظرية السياسية المصرية
السبت 26 فبراير 2022

الصين وفرنسا ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت نظريتهما السياسية وحتى الآن ترتكز على التعاون والاتفاقيات الاقتصادية لتحقيق مصالحهما، أما روسيا فمنذ نشوء الاتحاد السوفييتي وحتى مرحلة القيصر بوتين، فإن نظريتها مزيج بين أسلوب الاتفاقيات الاقتصادية واستخدام أو الاعتماد على القوة العسكرية وذلك لمواجهة القطب الأوحد واشنطن. أما النظرية الأنجلوسكسونية فتعتمد على أسلوب استغلال الفرص، فواشنطن تنتظر ما يحدث لبلد ما ـ ومن ثم تدخل عسكريا كما حدث أيام طالبان وصدام حسين وسوريا، أما لندن فتعتمد على استغلال الفرص أيضا، لكن من خلال اتباع أسلوب “أنا معك وأنا ضدك وأنا محايد بنفس الوقت” حتى لا تدفع ثمنا باهظا إذا ما فشلت.
وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط فهناك عدة نظريات، فالنظرية الصفوية تعتمد على تدمير البلد تدميرا كاملا سواء بافتعال الطائفية أو تصارع الأحزاب أو عبر الوكلاء، تمهيدا لتغيير هوية وأسس البلد وأخيرا “صفونة” البلد وأهله.. أما النظرية العثمانية فتعتمد على سرقة خيرات البلد وتدمير أو تعطيل أو حتى منافسة مقومات البلد اقتصاديا.
أما النظرية المصرية التي أسسها الرئيس السيسي فتعتمد على أسلوب رئيسي واحد هو “السيادة المصرية على أرض مصر”، فالرئيس السيسي حدد لتحقيق هذه النظرية مرتكزات أساسية، نعم.. فقد حدد محاربة الفساد بكل أنواعه هدفا وعمل على محاربته بلا هوادة، وعمل على سن قوانين ونظم لدعم الصناعة المصرية ومنافسة المنتجات المستوردة، وبناء المدن الجديدة كالعاصمة الإدارية والجسور الضخمة والطرق السريعة لربط شمال وجنوب وشرق وغرب مصر، ناهيك عن الاتفاقيات الاقتصادية مع كبريات الشركات الأجنبية، مع تمتع مصر بسيادتها وحصتها الكبيرة من منافع كل شراكة كهدف ثالث، ونتجت عن ذلك اكتشافات ضخمة من النفط والغاز والمعادن حفظت لمصر سيادتها وحقها، خلافا للاتفاقيات السابقة.. كذلك تصديه للإرهاب والتدخلات والضغوطات الأميركية والأوروبية، والتي لا تريد لمصر أن تكون قوية وذات سيادة كهدف رابع. وكل ذلك من أجل “سيادة مصر على أرض مصر”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية