العدد 4876
السبت 19 فبراير 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
النظرية السياسية الصفوية العثمانية
السبت 19 فبراير 2022

كما أسلفنا وذكرنا بأن الدول العظمى تسعى لتحقيق مصالحها عبر عدة أساليب وطرق صنفناها واختزلناها بنظريات سياسية تناسب وتنطبق على كل دولة من هذه الدول العظمى الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، فالصين لها نظرية سياسية تستخدمها لتحقيق مصالحها تتمثل كما ذكرنا بأسلوب التعاون والاتفاقيات السياسية، بدلا من استخدام القوة العسكرية أو التهديد والتلويح بها، وكذلك النظرية الفرنسية السياسية، والتي تتشابه مع النظرية الصينية وتتركز على أسلوب الاتفاقيات والتعاون الاقتصادي، والنظرية السياسية الروسية تمزج بين أسلوب القوة العسكرية وأسلوب التعاون الاقتصادي، أما النظرية السياسية الأنجلوسكسونية فهي تتمثل في استغلال الفرص، أي انتظار نشوب أزمة وحرب، لتدخل واشنطن لإطفائها، بينما تستخدم لندن طريقة “أنا مع وضد ومحايد”، حتى لا تدفع ثمنا باهظا لتدخلها المباشر، والطريقتان تمثلان أسلوب استغلال الفرص كأساس للنظرية الأنجلوسكسونية.
أما الدول الإقليمية فتتمثل فيها عدة نظريات، ومنها النظرية السياسية الإيرانية التي ترتكز على احتلال بلاد العرب وتدمير أي بلد يحتلونه بشكل مباشر أو غير مباشر تدميرا كاملا، ومن ثم بناء البلد وفق العقيدة والهوية والرؤية الصفوية، كما تحاول إيران الآن بالعراق وسوريا ولبنان واليمن، أما النظرية السياسية العثمانية فتتركز على نهب خيرات البلد الذي يحتلونه بشكل مباشر أو غير مباشر، وسرقة مقومات وأسس الصناعة والعلم لديه، ومنع أي تطور لهذا البلد، ولعل شمس الامبراطورية العربية من طب وعلوم وفلك وثقافة غابت منذ ان احتل العثمانيون البلاد العربية، وطبقوا النظرية السياسية العثمانية علينا، لأنهم نهبوا خيراتنا وسرقوها ومنعوا عنا كل تطور وتقدم، وبعد نهبهم خيراتنا قاموا باستخدامها لبناء المدن والصناعات التي أجبروا الصناع والمهرة العرب على الرحيل من بلدانهم العربية وأسكنوهم في بلادهم حتى يبنوها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية