كما هو معروف سياسيا وإعلاميا، فإن الدول الكبرى تسعى للسيطرة على بقية الدول بكل المجالات، من أجل إما تحقيق سياسة القطب الواحد، أو لكي تكون بصدارة القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية وفرض مصالحها على الآخرين. فالصين تستخدم نظرية التعاون الاقتصادي مع الدول، وفرنسا أيضا تستخدمها نظرا لأن القوة العسكرية أو السياسية غير مجدية لها، وأثبتت فشلها بتحقيق وفرض مصالح باريس على الآخرين، أما روسيا فتمزج بين القوة العسكرية والتعاون الاقتصادي، بينما النظرية الأنجلوسكسونية تتراوح ما بين انتظار اشتعال النار ومن ثم الدخول لإطفائها وهي النظرية الأميركية، وما بين مزج الحيادية وكل من “أنا مع وأنا ضد”، وهي النظرية البريطانية حتى تحقق مصالحها ولكن من دون دفع ثمن كبير إذا ما خسرت.
هذا مع الدول الكبرى أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين، لكن الأمر يختلف مع بعض الدول الإقليمية التي تسعى للسيطرة على جيرانها، نظرا لعدم امتلاكها نفس قوة الدول الكبرى، والصفويون من هؤلاء، وقبل شرح أسس النظرية السياسية الإيرانية، علينا أن نعرف حقيقة تاريخية وهي أن العرب المسلمين هم من أسقطوا حضارة الفرس وأنهوها للأبد وإلى غير رجعة، وهذا ما جعل إسماعيل الصفوي يسعى لجمع مخلفات وبقايا بعض القبائل المشردة ضمن ما يعرف بالهلال القوقازي، والممتد من حدود أفغانستان الشمالية الآن إلى حدود شمال أذربيجان حاليا، ليبث فيهم روح الصفوية الفارسية حتى تنتهي عروبة بلاد فارس للأبد وتصبح صفوية خالصة كما هي الآن، ولهذا فإن أسس النظرية السياسية الإيرانية تستمد روحها من هذه الحقيقية التاريخة.
وعليه فإن صفونة العرب والبلاد العربية وتدمير هويتها العربية الإسلامية، ومسح تاريخها العربي الإسلامي وتغيير العقيدة الإسلامية الشيعية والسنية واستبدالها بعقيدة صفوية دينية، وضرب العرب بالعرب عبر استخدام العملاء المتصفونين، وتدمير البنى التحتية لأي بلد عربي يدخلون به، ونشر ثقافة التطرف والطائفية وتقسيم المسلمين إلى كفار وموالين للولي السفيه، أسس النظرية السياسية الإيرانية.
وبنظرة بسيطة لما حدث للعراق وسوريا ولبنان واليمن من دمار، ستتضح حقيقة تطبيق أسس هذه النظرية على البلاد والهوية العربية.