العدد 4910
الجمعة 25 مارس 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
أزمة أوكرانيا.. عودة سوريا
الجمعة 25 مارس 2022

الأزمة والحرب الروسية الأوكرانية ليست فقط شأنا أوروبيا أو روسيا أو أميركيا، هي شأن عالمي ودولي تتأثر وتتفاعل معه مختلف الدول والتحالفات، وسوريا ليست بعيدة عما يحدث في أوكرانيا، فزيارة الرئيس السوري دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل منعطفا تاريخيا في إعادة مفهوم الوحدة والأمن والتضامن العربي في ظل التغيرات الجيوسياسية الدولية، ومنها الأزمة الأوكرانية، بعد عقد من الدمار وعدم الاستقرار الذي تسبب به ما يسمى بالربيع العربي، ما يؤكد أن التحالف الثلاثي العربي الإمارات والسعودية ومصر أعاد مفهوم الوحدة والأمن العربي، وشجع الأطراف العربية للعودة إلى وحدة المصير المشترك العربي، كما سيجعل العرب قادرين على العمل المشترك من أجل محاربة الاحتلالين العثماني والإيراني وإخراجهما من أرض سوريا، وإرسال رسالة للمجتمع الدولي بأن سوريا بلد عربي مستقل تقف معه كل الدول العربية.
ويمكن إيجاز هذه الزيارة في أربع نقاط نختصرها بالتالي، الأولى أن سوريا أرادت إرسال رسالة للعرب بأنها منفتحة على عودتها للحضن العربي، خصوصا أن مقعدها بجامعة الدول العربية سيعود وسوف تشارك بالقمة العربية المقبلة بالجزائر، كذلك إرسال رسالة للعرب بأن دمشق تمتلك قرارها بنفسها وهي ليست مرهونة بالقرار الإيراني كما يقول البعض، ثانيا العرب يريدون استعادة سوريا - وانضمامها لقائمة الدول العربية - من براثن مؤامرة الربيع العربي، خصوصا أن التحالف الثلاثي يريد من بقية العرب الانضمام له لمزيد من القوة ومواجهة التدخلات الخارجية.
ثالثا وفي ظل الأزمة الأوكرانية والعقوبات القاسية التي تقودها واشنطن ضد موسكو، وفي ظل التخوف السوري من تحجيم دور موسكو أو انتصار الناتو، فإن ذلك سيقلل دور موسكو في سوريا ويجعل أعداء دمشق يستفردون بسوريا، لهذا فإن عودة سوريا للحضن العربي، قد تقوي موقفها خصوصا في ظل الرفض الثلاثي المصري السعودي الإماراتي لإملاءات واشنطن. النقطة الرابعة هي تشكيل جبهة عربية تكون مساندة للدور الروسي بسوريا، وتخليصها من العثمانيين وإيران والناتو والاتحاد الأوروبي، إذا ما فشل الغرب بمواجهته مع موسكو.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية