إن التهيئة لشهر رمضان يكون بمعرفة ما ينتظرنا من ثوابٍ وفضلٍ عظيم، فالصيام عملية روحانية نفسية قبل أن يكون عملية جسدية، وعبادة جوهرية تخلص الجسد من التفكير السلبي، فصحة الجسد تكمن في صحة النفس.

وفي هذا الصدد، تقول المعالجة النفسية الدكتورة دانية ناجي كابلي إنه يجب النظر إلى شهر رمضان الكريم على أنه موسم وفرصة جيدة في مواجهة الكثير من المشكلات النفسية، لما يصاحب هذا الشهر من شعور اطمئنان نظرًا للأجواء الجماعية في مشاركة الأعمال العبادية خلاله، ولكن تغيّر نمط الشخص تدريجيًا من حيث النظام الغذائي والنوم يعد سببًا رئيسيًا في تغير المزاج واضطرابه، وليس بسبب الصيام بحد ذاته.

ولذلك فهي تنصح في تنظيم ساعات النوم للحصول على قدرٍ كافٍ من الراحة، وهذا أمرٌ مهم له ارتباط مباشر بتقليل العصبية والانفعال، إلى جانب الاهتمام بالطعام المتناول لما لبعض الأطعمة تأثير كبير على الحالة النفسية والمزاجية كالمكسرات والفواكه.

كما نوّهت كابلي بأهمية ممارسة بعض التمارين الرياضية لأنها تخلّص الجسم من أي طاقة سلبية وتزيد من النشاط ما ينعكس ذلك على تحسين المزاج مباشرةً، إلى جانب عدم الإغفال عن شرب كميات كافية من الماء خصوصًا وأن جفاف الجسم يسبب شعورًا بالإحباط وتقلبًا في المزاج.

وبذلك يساعد الصوم على تحسين الحالة المزاجية للصائم وقدرته على تهذيب النفس وتهدئتها، وفي الوقت نفسه يقوم بتطهير خلايا الجسم من السموم وهذا ينعكس إيجابيًا على استقرار الوضع النفسي.

وبهذا يعمل الصيام على إعطاء الكثير من الآثار الإيجابية على الصحة النفسية، وهذا الأمر يرجع إلى تخطّي الصائم لمرحلة الامتناع المجرد عن الطعام إلى مرحلة الارتقاء في النشاط الديني، ما يزيد قدرة النفس على عدم الاستسلام وراء أي مشاعر سلبية ويسهم في القدرة على التعامل مع الضغوط.

واختتمت حديثها “إن الصيام لا تقتصر إيجابياته على الصحة البدنية فقط، بل تشمل أيضًا الحالة النفسية للشخص فهو يساهم بصورة كبيرة في التخفيف من حدّة التوتر والقلق، فخلال الصيام تستريح معظم أعضاء الجسم عن العمل ويبقى الدماغ هو الأكثر نشاطًا، ما يساعد عل التخفيف من الانفعال والعصبية.

كما يمنحنا رمضان القوة الروحية للتفكير بشأن عاداتنا وسلوكياتنا، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تكون القدرة على تجنب السلوكيات غير الصحية لمدة يوم كامل خطوة للانطلاق نحو إعادة ضبط النفس وبناء المقاومة للمحفزات.