العدد 4892
الإثنين 07 مارس 2022
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
سيدي القارئ ما رأيك في هذه البطاقة؟
الإثنين 07 مارس 2022

استقبل الرئيس التنفيذي في مكتبه يوسف الموظف الذي التحق بالمؤسسة مؤخرًا ورحّب به، وتمنى له التوفيق في عمله، وحثه على الاستفادة من خبرات زملائه، والحرص على بناء العلاقات الطيبة معهم ومع عملاء المؤسسة. كما وبين له أن الجميع يعملون كفريق عمل واحد وأن الجميع شريك في الارتقاء بهذه المؤسسة. في ختام لقائه قدم الرئيس بطاقة ترحيب ليوسف وطلب منه الاطلاع على محتواها بعد خروجه من مكتبه.

احتفظ يوسف بالبطاقة ولم يطلع على محتواها إلا بعد مرور أسبوع على التحاقه بالعمل. ماذا وجد يوسف في تلك البطاقة؟ كانت البطاقة تحوي على الرسالة التالية: “عزيزي يوسف في نهاية يوم ما ستشعر بالسعادة والأمل وبعد أيام ستشعر بالإنهاك والتعب وربما الإحباط ولكن بإمكانك أن تغادر مكتبك دائمًا وفي ذهنك أنك عضو مهم في مؤسستنا”. أحسّ يوسف وهو يقرأ تلك الكلمات وخاصة العبارة الأخيرة بما هو أعظم من السعادة فقد تملكه الإحساس بأهمية وجوده ضمن الكادر العامل في هذه المؤسسة وهذا ما رسّخ لديه الاعتزاز بتحقيق الذات والرضا والثقة.

استذكرت تصرف الرئيس وبطاقته للموظف الجديد وأنا أطالع الخصائص والصفات الشخصية للقائد الإداري الناجح والتي ذكرها عالم الإدارة (كن بلانشر) ومساعده (مارك ميلر) في كتابهما (السر) والتي تتلخص في التالي: الحكمة والتفاؤل والقابلية لتحمل المسؤولية والشجاعة ونكران الذات.

قد يسأل القارئ الكريم عن علاقة هذه الخصائص أو الصفات بمحتوى تلك البطاقة. يمكنني القول وربما نتفق سيدي القارئ بأن تصرف هذا الرئيس يدل على ما يتصف به من حكمة. فتلك الكلمات التي خطها في بطاقة الترحيب هي بمثابة الإعداد النفسي والذهني للموظف إضافة إلى أنها عامل تحفيز في أقوى معانيه وخاصة عندما قال: “إنك عضو مهم في مؤسستنا”.

سيدي القارئ، ما رأيك في تطبيق مثل هذه البطاقة في مؤسستك؟ هل هو أمر صعب؟ لا أعتقد ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية