دعني سيدي القارئ وتنشيطاً للذاكرة أن أعرض أمامك تعريفاً لهذا المصطلح كما ورد في معجم المصطلحات الإدارية. إعادة الهندسة أو كما يطلق عليها باللغة الإنجليزية Re-engineering هي “مجموعة الأساليب أو الطرق التي تبحث بشكل جذري سبل تنقيح أداء العمل وذلك من خلال إعادة هيكلة العمل والعمليات للوصول إلى أداء أفضل.” انتهى.

أما الهدف من عملية إعادة الهندسة، فهو وكما تقول بعض المصادر الإدارية: تحقيق تطوير جوهري وطموح في أداء المنظمات يكفل تحقيق: أولا: سرعة الأداء، ثانيا: تخفيض التكلفة، ثالثا: تحسين جودة الخدمة. الآن سيدي القارئ وبعد أن تعرفنا على أهمية هذه العملية وفاعليتها في التطوير الجذري للأداء، دعني أعرض أمامك هذا الموقف الذي قد يبين أهم عوائق تنفيذها:

اجتمع الرئيس التنفيذي مع نوابه ومساعديه ومديري الإدارات ليخبرهم بخطة تنفيذ عملية إعادة الهندسة قائلاً: لقد تعاقدنا -وكما سمع بعضكم- مع إحدى المنظمات العالمية المعروفة لتقوم بدراسة وإعادة هيكلة العمل والعمليات في مؤسستنا وذلك من خلال تنفيذ عملية إعادة الهندسة. وتهدف هذه العملية التعرف إلى جوانب الهدر في الوقت والموارد والطاقات الذهنية والمادية ومن ثم التخلص منها. وتابع الرئيس: باختصار الهدف هو التغيير الجذري وليس مجرد تطوير وتحسين أساليب العمل الحالية. وأضاف قائلاً: قد ينتج عن تنفيذ هذا المشروع تعديل حجم القوى العاملة وتوزيعها وإلغاء بعض الإجراءات واستحداث أخرى. وسوف يصاحب ذلك إجراء تحليل للاحتياجات التدريبية للعاملين؛ لمواكبة هذه التغييرات والتي تعتمد وبشكل عظيم على الاستغلال الأمثل للموارد والتكنولوجيا. واختتم الرئيس حديثه قائلاً: أمامنا خياران، الأول هو البقاء في دائرة التنافسية والثاني هو الخروج من هذه الدائرة، وهذا يعني الخسارة. نعم، الخسارة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى. أطلب منكم نقل ما قلته إلى العاملين معكم.

ما رأيك سيدي القارئ في أسلوب عرض الرئيس لمشروع تنفيذ عملية إعادة الهندسة؟ لو كنت أحد المديرين كيف ستنقل الموضوع إلى العاملين معك؟