العدد 4878
الإثنين 21 فبراير 2022
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
مقابلة شخصية خارج الصندوق
الإثنين 21 فبراير 2022

استغربت كثيرًا من اتصال السكرتيرة تطلب مني حضور المقابلة الشخصية، فمتطلبات الوظيفة الشاغرة التي تقدمت لها بعيدة، بل يمكنني القول بعيدة جدًا عن مؤهلاتي العلمية والعملية. في الحقيقة السبب الذي دفعني للتقدم لتلك الوظيفة كان الأسلوب الجاذب للإعلان والمركز المالي والسمعة المتميزة لتلك المؤسسة. دخلت القاعة وبادرت بالطلب من اللجنة السماح لي بالتحدث فقلت:
 أنا في الواقع لا أمتلك الخبرة ذات الصلة بمتطلبات الوظيفة المعلن عنها وأنتم على دراية بهذا وهذا ينطبق أيضًا على مؤهلاتي الأكاديمية. أود أن أشكر لكم اهتمامكم ودعوتي، ربما من باب المجاملة، التشرف بمقابلتكم. أنا في الحقيقة أعمل في وظيفة إدارية أحبها. أحببت أن أبين لكم هذا حفاظًا على وقتكم الثمين. ربما قد يسألني أحدكم عن سبب التقدم لهذه الوظيفة فأقول إنها سمعة مؤسستكم المهنية المتميزة وحرفية إدارتها التنفيذية والعاملين ولا أخفي سرًا إذا قلت أيضًا أنه الأسلوب الجاذب للإعلان ومحتواه.
 تبادل أعضاء اللجنة نظرات الاستغراب ثم قال أحدهم بابتسامة: كيف نبرر للإدارة بأن اللجنة اختارتك أنت رغم ما ذكرته لنا مسبقًا. هذا على سبيل الافتراض فقط؟ أجبته وبثقة وبلغة واضحة: يمكن أن تبرر اللجنة بأن هذا المرشح لا يمتلك الخبرة المطلوبة للوظيفة الآن ولكنه يمتلك الثقة بالنفس والاستعداد والقدرة على اكتسابها. وهذا ما يمكنني التأكيد عليه أمامكم واعتبروه تعهدًا ان ارتأيتم ذلك.
 سيدي القارئ، أمضيت أكثر من 10 سنوات في تلك المؤسسة، تعلمت خلال هذه الفترة ما لم أكن أتعلمه في أرقى المؤسسات التعليمية والتدريبية. لقد تعلمت ومن خلال الممارسة والتدرب الذاتي والتعلم الجاد والمثابرة من الكادر المهني المتميز فعلًا في الإدارة وكيف تمارس الإدارة بمختلف منهجياتها وأساليبها وثقافة ممارسيها وخبراتهم المتنوعة.
 يقول أحد علماء الإدارة “الحظ يحابي العقل المستعد له”. ما رأيك سيدي القارئ؟ فهل هو الحظ فعلًا الذي أخذني إلى تلك المؤسسة؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .