“الذكاء الاصطناعي هو الحل!”، أليس هذا ما نسمعه عندما يتحدث أحدهم عن أي مشكلة فنية في عالم الحلول الرقمية؟
“نعم ، لِمَ لا إذاً؟ حيث إن الذكاء الاصطناعي بوضعه الحالي هو الخلاص الذي سيحرر البشرية من مشاكلها!”، هل أنت متأكد من هذه العبارة ذات العيار الثقيل؟
لنقلل من سرعتنا بعض الشيء لنفهم لماذا قد يكون الذكاء الاصطناعي عكس ذلك، فلربما قد يكون عدوًّا للبشرية والذي لسنا بحاجة إليه الآن، خصوصًا في ضوء الظروف التي تمر بها البشرية، دعني أسلط بعض الضوء لتفهم ما أريد إيصاله أيها القارئ العزيز.
غرف مظلمة
الذكاء الاصطناعي بحلته الأخيرة يعتمد اعتمادًا كبيرًا على ما يسمّى “تعلم الآلة”، حيث الفكرة سهلة الفهم عندما لا نتطرق إلى التطبيق، فتعلم الآلة بالطريقة التقليدية قادر على التعلم من الأمثلة، فما يسمى بالـ”Pattern Recognition” هو مثال لقدرة تعلم الآلة الرائعة والعالية لتصنيف الحيوانات والتعرف على الوجوه (كمثال) وذلك باستخدام خوارزميات تسمى “الشبكات العصبية” والتي تعتبر المحرك الرئيسي لهذه النوعية من التطبيقات الحديثة، كل ما تحتاجه هو بيانات “نظيفة” وكافية لبناء ما يسمى بنموذج تعلم الآلة.
المشكلة الكبيرة في هذا النوع من الخوارزميات كتعلم الآلة هو أن الكثير منها قد يحقق ما تريد كنتيجة (باحتمالية عالية جدًّا) لكن النتيجة ليست بحتمية دائمًا، مما يعني أن هناك مساحة رمادية غير واضحة لمطوّر النموذج والنموذج نفسه.
لماذا وكيف؟
الآن وقد عرفت أن هذه النماذج التي تراها تعمل في الواقع العملي، هل تملك الطمأنينة الكافية؟ وهل تنام وأنت قرير العين؟ حيث إنك تدري أن هناك احتمالية، رغم حجمها الضئيل جدًّا، احتمالية قد تقوم بإحداث نتيجة نحن في غنى عنها، لا تصدقني؟ ماذا لو كانت هذه النماذج مسؤولة عن ترقيتك، توظيفك في مكان قد يغير حياتك إلى الأفضل؟ أو ما رأيك بمكان كالصين، حيث إن “نتيجتك الاجتماعية” قد تحدد فرصك وفرص أبنائك، هل فهمت الآن ما أردت التوصل إليه؟
العالم ليس تعيسًا لهذه الدرجة (أتمنى ذلك)، لكي أقوم بتقليل حجم مخافتك، تذكّر أن الكثير من الوسائل الحديثة قد تم التوصل إليها لتحسين مستوى دقتها ولفهم كيفية عملها، أنصحك وبشدة أن تبحث عما يسمى بالـ “XAI” أو “Explainable AI”.
والآن قد توصلت إلى ما هي حقيقة تعلم الآلة (في وضعها الحالي)، هل أنت مع أو ضد فكرة تنظيمه في المنتجات والخدمات؟ أعلم أن الجواب ليس بسهل.

أمين التاجر .. *الرئيس التنفيذي لشركة إنفينيت وير لبرمجيات الذكاء الاصطناعي