أكثر ما تمنيته بعد المشاركة المشرفة لمسرح جلجامش في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وفوزه  بشهادة لجنة التحكيم التشجيعية” التميز.. فريق المواهب التمثيلية الواعدة” عن مسرحية “هدوء تام”، متخطيا دولا كبرى تحتل مكان الصدارة في المسرح العالمي، اتصالا من مسؤول يهنئ الفرقة ويبارك لها على اجتهادها وعملها ورفعها اسم مملكة البحرين في أكبر وأقوى مهرجان للمسرح التجريبي على الإطلاق، لكن مع الأسف مضى اللحن يمسح أحزاننا ونحن في القاهرة، ولحقنا الجرح الذي لا يستطيع إلا أن يكون جرحا حتى في عودتنا، فبالرغم من إخبارنا طاقم الطائرة بالفوز الكبير ورفع اسم الوطن وأمنيتنا البسيطة في سماع كلمة “مبروك” وتهنئة عبر الميكروفون، حيث ستكون الكلمة مثل اللحن الساحر الجميل الذي يعتصر فيه ذوبان الوجدان والحب والشوق والحنين إلى الوطن، لكن شعرنا أننا تخطينا الحدود عندما قيل للفرقة إن هناك إجراءات ومسؤولية لا يمكن إغفالها...”منذ متى تحتاج كلمة مبروك إلى ترخيص أو إجراءات إدارية!”.
عاشت الفرقة موقفين مختلفين في الثوب والهيئة، الأول كان في حفل ختام المهرجان بدار الأوبرا المصرية، فما إن أعلنت لجنة التحكيم منح الفرقة شهادة التقدير حتى تدافع جميع من في المسرح ومن مختلف جنسيات العالم للتهنئة والإشادة والتحية، إذ ليس من السهل أن تحجز لك مكانا في القمة مع الكبار، ومع ذلك فعلها شباب البحرين، والثاني بدأ في طريق عودتنا للوطن، حيث ضباب اليأس في عيون الفرقة وهي تبحث عن من يقول لها على أقل تقدير “مبروك.. رفعتوا راس الوطن”، كنا نبحث وسط الزحام، هنا.. في الوطن، على أرضنا، عن استقبال يليق بالحدث والإنجاز الدولي الذي حققته الفرقة لرفع معنويات الشباب، لكن توقفت الخطوات بغتة ووضعنا يدنا على صدورنا من الألم وأحسسنا بوخزة قوية في القلب! كان عزاؤنا الوحيد وردة عمرها قصير وزعها رئيس مسرح جلجامش على الفرقة، أغمضت عينها وهي تقول.. “أحبكم.. ليس ثمة شيء لدي.. أنا عاجزة عن كتابة لغة الفرح”.