+A
A-

المرحوم عاشور... فقيد على “هيئة درس”

· رسم مدارًا لكواكب سطعت في سماء التمريض

 

كثيرة هي الحوادث في ذاكرة الوطن، ولكي لا تتيه في ذاكرة أهل البحرين هذه الحكاية ويتراكم عليها رماد جمر الحوادث فتطفئ جذوتها وننسى، تذّكر هذه القصة بأول ضحية من ضحايا كورونا من الصفوف الأمامية وهو نائب رئيس خدمات الإسعاف بمجمع السلمانية الطبي المرحوم عيسى عاشور الذي أصيب (بكوفيد 19) أثناء قيامة بالواجب الوطني والإنساني في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة ولقي حتفه متأثرًا بهذه الإصابة.
عيسى عاشور.. أسطورة الإسعاف الذي رسم مدارًا صامتًا لكواكب سطعت في سماء التمريض مقتفية أثر شخصية تفردت بالإبداع، لرجل أعطى الإنسانية كل ما يملك حتى أخذ الموت بقدره وهو يدافع في الصفوف الأمامية عن أرواح الناس في البحرين.
يقول محمود درويش “ستقابل بشرًا على هيئة درس” وعيسى درس رحل عن الدنيا في ريعان شبابه (47 سنة) مخلفًا وراءه عائلة مكونة من زوجته وأربع أبناء، مات ونعاه المجلس الأعلى للصحة ووزارة الصحة وأعربا عن خالص تعازيهما وصادق مواساتهما لأسرته وأهله، ذلك أن هذا الإنسان كان الراحل الأول من الصفوف الأمامية لمواجهة كورونا، ولكونه ممرضا متفانيا في عمله وعلمه.
تخرج الفقيد من برنامج التمريض العام بكلية العلوم الصحية عام 1996 وبدأ مسيرته المهنية عام 1997 بوزارة الصحة كممرض بمجمع السلمانية الطبي في قسم الحوادث والطوارئ، ثم انتقل بعد سنتين إلى قسم خدمات الإسعاف كمسعف طبي ويتدرج إلى وظيفته الأخيرة قبل وفاته وهي نائب رئيس خدمات الإسعاف بمجمع السلمانية الطبي، وكان للمرحوم إسهامات عديدة من خلال مهنته حيث دأب على العمل بتأسيس الفريق الطبي لسباقات الفورمولا 1 التابع للاتحاد البحريني للسيارات منذ العام 2004 ومسابقات الاتحادات الرياضية المختلفة.
كان النصيب الأكبر لجهود الفقيد في الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة الكورونا التي عصفت بالعالم بشكل عام والبحرين بوجه خاص، وكان له العديد من المشاركات الاجتماعية من ورش عمل ومحاضرات توعوية والتدريب على الإسعافات الأولية، وأيضًا له مشاركات عديدة في بعثة وحملات الحج.
وعُرف عن الفقيد عاشور حبه الكبير لمساعدة الناس وتلبية نداء الواجب الاجتماعي والإنساني، إذ زخرت حياته الاجتماعية بالعديد من المشاركات التطوعية في جميع مناطق البحرين.
واليوم تعقد الآمال مجددًا بضرورة تسهيل إجراءات تسوية قرض بنك الإسكان العقاري، والنظر في نسبة المعاش التقاعدي للورثة، وضم أبناء الفقيد ضمن البرامج الحكومية المناسبة.