يعتبر الاتصال أحد أبرز السمات الأساسية في التفاعلات الإنسانية والاجتماعية ضمن محددات معينة، حيث إن الاتصال يعد العنصر الأساسي في إنماء وتطوير المجتمعات في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها من المجالات العملية المختلفة.
وقد تطورت أساليب الاتصال وفنونه وعلومه المختلفة مع تقدم الدول والمجتمعات، وبرزت معالم الاتصال خصوصاً مع التطورات التكنولوجية في العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها من الجوانب العملية المتنوعة بين الأفراد والمنظمات باختلاف مجالاتها، حيث تعمل على تقديم المزيد من الدفع تجاه المهمات والأهداف والخطط الاستراتيجية، لتصبح ذات أهمية خاصة تسعى لتحقيق أهداف التنمية المجتمعية المستدامة. في الحقيقة يبدو أن عملية الاتصال بين المنظمات والوزارات الحكومية باتت تأخذ مكانتها ومسارها الطبيعي كإحدى الوسائل المهمة التي يتم عن طريقها التواصل بين الجهات المختلفة، والتي تمثل مختلف أشكال مد جسور التواصل بين الأجهزة المختلفة من خلال تفعيل أدوار الإدارات مثل العلاقات العامة، وإدارات التواصل وغيرها، ما جعل أفراد المجتمع والمؤسسات الحكومية تتلمس الاستفادة الحقيقية من عمل هذه المنظومة الحيوية داخل الدولة.
واستطاعت معظم الوزارات الوطنية المختلفة أن تحقق أحد أهم المبادئ والأهداف الاتصالية بمختلف أنواعها مع بعضها البعض في المملكة، خصوصاً خلال هذه الفترة الاستثنائية التي نعيشها في ظل وجود الجائحة الصحية التي اجتاحت العالم أجمع، عندما نجحت في صياغة استراتيجية لنفسها عن طريق تنفيذ وتطبيق أهم الممارسات الاتصالية بين مختلف الوزارات والمؤسسات كي تحقق الأهداف المرجوة منها وتقوية عنصر الاتصال بين جميع الأطراف المعنية. وهذا ما تطلعت إليه معظم الوزارات من عمل دؤوب ومستمر خصوصاً مع انتشار فيروس كورونا، حيث أثبتت قدراتها على التواصل المباشر بين هذه المؤسسات الخدماتية، كما عملت على وضع آلية متميزة في مخاطبة أفراد المجتمع وتوجيه الرسائل التوعوية للحد من انتشار هذه الجائحة الصحية، والاستمرار في تحقيق التعاون بين الهيئات والمؤسسات الحكومية على أرض المملكة.
إن الاتصال أحد أهم المبادئ الاتصالية ما بين الوزارات الحكومية، وإن عملية مد جسور التواصل بين بعضها البعض، تحتاج إلى تعزيز هذا العنصر لتحقيق أهداف المؤسسة أو المنظمة أو غيرها من جهات، ولابد أن نبين أن معظم التقارير والدراسات والأبحاث تشير إلى أن الاتصال في الوزارات والمؤسسات الحكومية يمثل عصب الحياة فيها، كما أنه العمود الفقري الذي تستند عليه هذه الجهات الحكومية لتقديم خدماتها لكل أفراد المجتمع.