في بعض الأحيان تكون تصريحات بعض أعضاء الشورى مسرحا هائلا للإبداع والخيال التصويري فيما يتعلق بتوظيف البحرينيين، وأشبه بالفن التشكيلي بأساليبه وأشكاله، وكأنهم يتعاملون مع لوحة جدارية أو تحفة فنية زجاجية أو مخطوطات قديمة. هذا يخرج بتصريح مفاده حصر بعض الوظائف على البحرينيين أثبت فشله، والآخر يقلل من قدرتهم على الإخلاص وتحمل مختلف الوظائف ومن غير الجائز أن يكونوا سواسية مع الموظف الأجنبي الذي يحتل موقع البطولة في القطاع الخاص، تماما مثل أبطال القصص الطويلة لبلزاك وفولبير وديستوفيسكي وديكنز وغيرهم، ولا يسمح أبدا أن يحتل غيره من أبناء الوطن هذا الركن، ومن يدري فقد تدور الأيام دورتها ونشاهد لافتات معلقة على أبواب مؤسسات وشركات القطاع الخاص مكتوب عليها “ممنوع توظيف البحرينيين”.
لنكن صادقين مع أنفسنا ونعترف أن القالب الوحيد الأصلي في توجه بعض شركات ومؤسسات القطاع الخاص هو توظيف الأجنبي وتفضيله على البحريني لعدة أسباب لا نحتاج إلى ذكرها لأنها معروفة وواضحة، ولا نعرف لماذا يتم تكسير عزائم البحريني بالمعاول والفؤوس ومعاملته مثل الباب الذي تقرعه الرياح بشدة. إن كانت هناك دلائل وأرقام على فشل البحريني في بعض الوظائف ليطلع عليها الرأي العام وتوضع على طاولة النقاش لمعرفة الأسباب ونوعية هذه الوظائف، لأن البحريني معروف عنه إتقانه وقبوله كل وظيفة يحقق فيها نجاحه تدريجيا، حتى إن كان الراتب ضعيفا، وهناك قصص كثيرة لا حصر لها على كفاح وصبر ابن البلد في مختلف الوظائف وتدرجه حتى بلوغ قمة الهرم، وهناك أسماء شهيرة ولامعة اليوم أوكلت إليها مناصب عليا في الشركات والمؤسسات بدأوا حتى قبل الصفر ولكنهم انطلقوا بقامات مشدودة وكانوا المثال الأبرز للنجاح ووصلوا إلى ما وصلوا إليه.
لا أحد يمكنه أن يستهين بقدرة البحريني على الإنتاج والعمل وطاقاته الخلاقة الجبارة، لكن مع الأسف تنظر إليه بعض المؤسسات والشركات مثل الشعلة المحترقة.