العدد 4766
الإثنين 01 نوفمبر 2021
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الجبيل.. عندما يكون المستقبل من الماضي
الإثنين 01 نوفمبر 2021

نعرف جميعا أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع مؤسسة صناعية بالدرجة الأولى، لهذا فإن فوز الهيئة بأية جائزة عالمية بمجال الصناعة هو فوز - وإن كان شيئا وحدثا يشار له بالبنان - يقع ضمن اختصاص الهيئة الأساسي وهو المجال الصناعي، لكن أن تفوز الهيئة بجائزة عالمية في مجالين مختلفين، فهذا هو التميز العالمي الذي حققته الهيئة.

فقد أعلنت اليونيسكو قبل أيام فوز الهيئة الملكية للجبيل وينبع بجائزة التميز للمدن التعليمية لعام 2021، في إنجاز عربي وسعودي في مجال الصناعة ومجال التعليم، وجاء بعد أن ثبت للجنة المختصة باليونيسكو أن ما حققته الهيئة من التزام وتطوير يفوق حتى المعايير العالمية، هو حدث وإنجاز عالمي يجب أن يعلمه الجميع، من خلال إعلان اليونيسكو استحقاق الهيئة هذه الجائزة واللقب العالمي.


وهناك ثلاث نقاط أريد أن أختصرها للقارئ حتى أقوم بتوصيل فكرة أن الهيئة ومنذ سبعينيات القرن الماضي عندما تم إنشاؤها، كانت تنظر للمستقبل على أنه ماض بالنسبة لها، حتى تستمر في المسيرة، فمثلا لا يعلم القارئ أنه وقبل تدشين كل ما هو موجود حاليا على أرض الجبيل الصناعية، من مصانع ومؤسسات وأراض خضراء، كان قد تم دفنها كونها أراض صبخة، بطبقة من الرمال والمواد يبلغ ارتفاعها أكثر من مترين، أي أن الأرض الحالية بالجبيل هي مرتفعة عن الأرض الحقيقية بأكثر من مترين، ومع مرور كل هذه العقود مازالت الأرض موجودة ومتماسكة كما خطط لها سابقا. النقطة الثانية هي البنية تحت الأرض، فهل يعلم القارئ أنه إذا ما أرادت إدارة الجبيل مد كابلات أو أسلاك تحت الأرض، فإن الأنفاق جاهزة ولا تحتاج أبدا لحفر، لأن الأنابيب جاهزة منذ أكثر من أربعة عقود، وكل ما عليهم هو إدخال هذه الكابلات بهذه الأنفاق الجاهزة هكذا وبكل بساطة.


باختصار شديد.. إن الهيئة الملكية عندما خططت للمستقبل كانت مقتنعة بأن هذا التخطيط المستقبلي هو الماضي بالنسبة لها، كونها تعيش ما بعد المستقبل، وهو ما سيلهم العرب في تحقيق المستقبل الصناعي والاقتصادي والزراعي والتعليمي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .