العدد 4744
الأحد 10 أكتوبر 2021
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
عندما أسقطناهم في تونس (2)
الأحد 10 أكتوبر 2021

كان الإخوان المسلمون أحد أعضاء مؤامرة الربيع العربي المتضررين من ثورة 25 يوليو، لأنهم رأس الحربة والمنفذون لمصالح بقية الجهات في احتلال تونس وبواسطة حلفائهم.

أما الجهة الثانية التي تم إسقاطها وتوجيه صفعة عربية تونسية لها جراء ما قام به العربي التونسي الرئيس سعيد، فهي.. “العثمانيون” بقيادة حزب العدالة والتنمية المتحالف مع القوميين، فقد كان تحالف الشر هذا يسعى لإعادة احتلال الوطن العربي، والذي رزح تحت الاحتلال العثماني القذر قرونا طويلة، ومن ضمن هذه الدول التي سعى هذا التحالف العنصري النتن لإعادة احتلالها بواسطة حثالة العرب الإخوان المسلمين هي تونس، إلا أن ثورة 25 يوليو أطاحت بالعثمانيين و”مسحت بهم الأرض” كما نقول بالعامي، وعرف العثمانيون أن هناك شعبا عربيا مرغ أنوفهم وأنوف عملائهم، كما مرغ المصريون والمغربيون أنوف العثمانيين.

الجهة الثالثة هي.. الديمقراطيون بالدرجة الأولى، ومن ورائهم بعض الجهات الغربية، فقد دعموا مؤامرة الربيع العربي لتحقيق هدفين: الأول تنصيب الإخوان كعملاء مطيعين ومروضين غربيا، ولا يستطيعون رفض كلمة للغرب، بخلاف النزعة العربية الجديدة التي بدأت الطبقة العربية بالجهر بها ضد واشنطن والدول الغربية، والثاني هو أن الإخوان وعند سيطرتهم على الحكم بالبلاد العربية، سيسمحون تدريجيا بفلسفة تغريبية تحت بنود حقوق الإنسان وحرية المرأة والتعبير وكل نتائج الديمقراطية، لكن جاءت ثورة يوليو لتطيح بهذه الأحلام الغربية، ولهذا رأينا الإصرار الأميركي والغربي، من خلال مطالبات البيت الأبيض والكونغرس والاتحاد الأوروبي وزيارة المسؤولين لتونس، بضرورة إعادة الأمور إلى ما قبل ثورة 25 يوليو، كون هذه الثورة تهدد مصالحهم وتشل يد الإخوان التي تحقق لهم مصالحهم بتونس.

الجهة الثالثة هي إيران وأحلامها بتخمين الشعب التونسي، ونشر فكر الخميني بين أوساط التونسيين، وللعلم فإن الغنوشي يرتبط بعلاقات وطيدة مع اللوبي الإيراني بالغرب، خصوصا في بريطانيا وعلاقته مع المؤسسات والجمعيات الإيرانية في بريطانيا، وبالتالي فإن السماح للخمينية بالانتشار بتونس سيكون تحت بند الوحدة الإسلامية، إلا أن رحمة الله جعلتنا نسقطهم بتونس شر سقطة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية