+A
A-

معرض "طريق الحج" لمسة وفاء وتكريم لفريد رمضان

تقيم هيئة البحرين للثقافة والآثار في تمام الساعة السابعة من مساء يوم السبت الموافق 6 نوفمبر المقبل وفي الذكرى الأولى لوفاة الروائي والسيناريست فريد رمضان معرضا بعنوان "طريق الحج" في بهو متحف البحرين الوطني، والمعرض هو آخر الكتب الفنية المشتركة بين الكاتب فريد رمضان والفنان جمال عبدالرحيم، بالاشتراك مع الفنان الراحل عبدالإله العرب.
عن هذا المعرض والمشروع قال الفنان جمال عبدالرحيم لـ "البلاد":
يتناول المعرض ما يقارب 82 عملا وهو آخر ما كتبه الراحل فريد رمضان، حتى قبل وفاته بثلاثة أيام ومع اشتداد وطأة المرض عليه كان يكتب بيده اليسرى؛ نظرا لعدم مقدرته على الكتابة باليد اليمنى.
الراحل فريد رمضان وصف هذا المشروع قائلا:
"هذا كتاب عن الشقاء، عن البحث في اللغز والمعنى، عن محاولة البحث في مفهوم الحج في تاريخ الإنسان. في الخالق والمخلوق والمعبد، والجبال، والناقوس والتنسك. في الطريق والمسافة والصراط.. في السير بحذر وتؤدة. أبعد من حرف، أقرب إلى التحرر من كل مسافات العمر، وهي تأخذ بنا نحو البحث والتنقيب والتعبد. عبادة على عبادة، عبادة على حرف.
"أنا قوس بين يديك يا إلهي فشدني لئلا أتفسخ
لا تشدني كثيراً يا إلهي لئلا أتحطم
شدني كثيراً يا إلهي فمن سيهتم لتحطمي؟"
علاقة جمال بفريد بحجم الشمس والبحر، ريشة ترسم الأحلام وتقطع ألف واد. وعن هذه العلاقة يقول عبدالرحيم:
"التقينا، فريد رمضان وأنا، في عمل أول لكلينا لغةً ولونًا. ذهب فريد إلى الرواية وذهبت إلى الحفر، انعطف إلى السينما، فانعطفت إلى النحت. وفي كل مرة كنا نلتقي؛ لأننا منذ "نوران" لم نفترق مرة في الحياة ولا في الفكر ولا الذاكرة، حين يُخفق وأحدنا في أمر يستلهم من الآخر أسبابا أكثر للمضي، في الحياة والفن والكتابة.
ولأن الحكاية تبدأ في المسافة، كل الحكاية في المسافة ذاتها. كل طريق يبدأ من داخلنا، ويحفر عميقًا في ذواتنا. وفي كل هذا التناص الروحي بيننا، يحاور فريد طريقي وأتشبث بطريقه، كأنما أكتب نصه ويرسم لوحتي. كأنه حين امتزجت صوفيتان في عمل واحد، اكتشفنا أننا كنا نسافر في طريق واحد للحج، وإن كان كل منا يسافر بقلبه وبطريقته".
رحل فريد رمضان كالطائر الذي يعود إلى حريته، كالراكض والعائد للطفولة، رحل وكان يعرف لحظة الاقتراب، وطوبى لمن وجد وقتا للوداع قبل الرحيل. لم يكن يائسا متعبا، لم يكن خاسرا، كان عظيما ويحمل النجوم بيديه.