+A
A-

فهد حسين: أشكر “البلاد” على ما تقدمه من عون ثقافي مهم لكتّاب المملكة

في ليلة طفنا فيها مناحي الأدب وفنونه، دشنت أسرة الأدباء والكتاب كتابا ضخما جميلا للناقد فهد حسن بعنوان “تاريخ السرد وفنونه في البحرين بين 1941 حتى 2018“ بحضور نخبة من المهتمين وأصدقاء الأسرة. ويأتي هذا الإصدار القيم بمناسبة خمسينية الأسرة (اليوبيل الذهبي) ويعد مرجعا وصفحة مشرقة وضاءة في تاريخ السرد والدراسات في أدب البحرين بكل المضامين والأشكال.
قال الناقد حسين: أشكر صحيفة “البلاد” لما تقدمه من عون ثقافي مهم لكتاب البحرين. كما أقدم الشكر الجزيل إلى أسرة الأدباء والكتاب وإدارتها بين العامين 2016 و2018 التي كلفتني بإعداد هذا الكتاب المعني بالسرد في البحرين؛ وذلك بمناسبة احتفال الأسرة باليوبيل الذهبي، ومنذ التكليف قمت بإعداد الكتاب تحت عنوان “تاريخ السرد وفنونه في البحرين بين 1941 حتى 2018”. وخصصت فيه فصولا تتناول القصة القصيرة ثم الرواية ثم القصة القصيرة جدًا والنص المفتوح. ووضعت في الكتاب بعض سير الكتاب ونتاجهم، وهنا أخص من تعاون معي في ذلك، حيث هناك من تجاهل التواصل، أو فضل عدم التعاون. 
وكان صدوره مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للأسرة، لكن تأخر عند المخرج والطباعة ثم جاءت الجائحة وأخرت الحياة الأدبية عندنا والحراك الثقافي، ولو كان بيدي آنذاك لأضفت إليه ما كتب ونشر حتى العام 2020، غير أن العمل كان جاهزًا ومن الصعب الإضافة أو الحذف.


وأضاف: وهذا الكتاب لم يستغن عن مرجع مهم وهو كتاب إبراهيم غلوم “القصة القصيرة في الكويت والبحرين”، وإذا كان هذا الكتاب يعتبر الكتاب الأول لنا، فإن كتابي يعتبر الثاني الذي اهتم منفردًا بالسرد فقط وعن البحرين، راجيًا أن يكون مدخلا للدارسين والمهتمين بالكتابة السردية البحرينية.
الكتاب الذي بين أيدينا مكون من جزأين، يتناول الجزء الأول دراسة للسرد في البحرين من خلال مدخل و3 فصول، وخاتمة، إذ يتناول المدخل الكتابة النظرية لمفهوم السرد عموما، قصة، ورواية، وقصة قصيرة جدا، وكذلك النص المقترح، ثم الفصل الأول الذي يتناول تاريخ القصة في البحرين وبداياتها، والعوامل التي أسهمت في ظهورها، ونشأتها، وخصائصها، منذ أربعينات القرن الماضي محاولين الوقوف على ما وصلت إليه القصة القصيرة حتى العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، وتحديدا حتى العام 2018، ذاکرا من كتب عبر الفترات سواء المتواصلة أو المنقطعة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، والتي شكلت النشأة والتاريخ، وعارضا العلاقة بين الكتابة الورقية ومدى انحسارها أو استمرارها في ظل وجود الشبكة العنكبوتية وظهور منصات التواصل الاجتماعي المتعددة، مع التدليل والتوضيح بإحالات واقتباسات من النصوص القصصية التي نشرها الكتاب أنفسهم.
أما الفصل الثاني، فقد تم تخصصيه للرواية، والعوامل التي ساعدت على ظهورها في البحرين في ستينات القرن الماضي وسبعيناته، ثم ظهور أول رواية بحرينية ذات سمات الكتابة الروائية الحديثة، وهي “الجذوة” التي صدرت في العام 1980، ويستمر الفصل تناولا ومناقشة الرواية البحرينية عبر مكوناتها وتقنياتها، والموضوعات التي تناولتها، ثم الحديث عن الملامح التي شكلت الرواية في البحرين، والوقوف على مسيرة التجربة السردية في البحرين من خلال أعمال تدلل على ما نذهب إليه في مناقشة المكونات أو الملامح بغية معرفة هذه التجربة من حيث اتساقها مع الواقع المعيش، أو عدمه، ومن حيث الوعي الذي تتصف به التجربة التي وصل عمرها إلى أكثر من 70 عاما، ولا شك أن الوعي المنتشر في بعض فضاء هذه السرديات القصصية والروائية تؤكد درجة الوعي عند أصحابها.
وبعد هذين الفصلين يقف الكتاب عند الفصل الثالث الذي يشمل النص المفتوح والقصة القصيرة جدا، وتطلعات کتابها، وبعض نصوصهم، والنصوص المفتوحة التي لم يسمها أصحابها بأي نوع من أنواع الأدب شعرا أو سردا، مع ذكر بعض النماذج، وينتهي الجزء الأول بخاتمة طرح فيها الناقد ما توصل إليه من نتائج مع مجموعة من الأسئلة التي يراها مهمة لكتاب السرد عموما، وفئة الشباب خصوصا.
وخصص الجزء الثاني للملاحق المتنوعة، إذ تم تقسيم الملاحق إلى ملحق مختصر بسرد سير مختصرة عن الكتاب الذين كتبوا قصصا أو روايات أو نصوصا مفتوحة أو قصة قصيرة جدا، وملحق يتضمن الإصدارات وتاريخها، وعددها، وهي أسماء الكتاب الذين لم يصدروا أي إصدار، والكتاب الذين أصدروا مع عناوين إصداراتهم وتاريخها حتى العام 2018، وذكر بعض الأعمال التي صدرت في العام 2019 رغبة في تقديم صورة واضحة للقارئ عن المنجز السردي في البحرين، وينتهي الكتاب بالمصادر والمراجع. وتعامل الناقد مع مادة هذا الكتاب بأكثر من منهج للضرورة البحثية، إذ وظف المنهج التاريخي؛ لما له من أهمية في معرفة الأبعاد التاريخية سواء في تاريخ الصدور، أم في آلية التفكير والكتابة التي تحولت وتغيرت عبر الزمن وفقا لما يتمتع به الكاتب وعيا وثقافة واطلاعا وتحديثا في الكتابة، كما اهتم بتحليل بعض النصوص في سياق التلقي الآخذ نحو التحليل والتأويل، وفي الوقت نفسه ونظرا للعدد الكبير من النتاج طوال أكثر من 70 عاما، وعدم اتساع مساحة وحجم الكتاب والوقت لدراسة كل الأعمال، وهذا شيء مستحيل، لذلك اعتمد نماذج من الأعمال التي تعطي دلالة واضحة للمشهد السردي في البحرين.


وجاءت فصول الكتاب الواقع في 552 صفحة ولوحة الغلاف للفنان القدير عبدالله يوسف كالتالي:
الفصل الأول: القصة القصيرة في البحرين. الفصل الثاني: الرواية في البحرين. الفصل الثالث: النص المفتوح والقصة القصيرة جدا. ثم الخاتمة والملاحق.