العدد 4734
الخميس 30 سبتمبر 2021
banner
قطر... تناقضات إلى حد التعقيد
الخميس 30 سبتمبر 2021

من تابع خطاب القيادة القطرية خلال جلسة المناقشات السياسية العامة للدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام، سيرى أننا أمام مسألة تتطلب متابعة جادة، يلعب فيها الفكر والعلم والعلاج النفسي دورا رئيسا، وفحوى الخطاب هو: “لقد أتى إعلان العلا الذي صدر عن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في شهر يناير الماضي تجسيدا لمبدأ حل الخلافات بالحوار القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ونحن واثقون من ترسيخ هذا التوافق الذي حصل بين الأشقاء.. لقد حرصنا دائما على إحلال مناخ السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة، فعلى سبيل المثال على مستوى الخليج، بيئتنا المباشرة، أكدنا مرارا أهمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتزامنا بتسوية أية خلافات عن طريق الحوار البناء”.
ما كنا نسمعه من القيادة القطرية في جلسة الأمم المتحدة، كنا نسمع نقيضه بقناة الجزيرة القطرية، وفي الوقت نفسه، فمهمة الجزيرة دائما مهاجمة مملكة البحرين بالأكاذيب والافتراءات، ومدانة عربيا بالجريمة الكاملة في التحريض على الأشقاء، ثم تأتي القيادة القطرية وتدهش العالم بالحديث عن أهمية مجلس التعاون والاحترام المتبادل، ومحاولة الظهور بزينة الباليه وتحفتها التي يتهافت على رؤيتها الجمهور.
الحدثان وما يتصل بهما جديران بالتأمل والدراسة والتعليق والتحليل، من على منبر الأمم المتحدة بنيويورك يتحدثون عن الروابط الخليجية والاستقرار والسلام، وفي الدوحة يشنون حملات تشويه ممنهجة ضد مملكة البحرين، وبث برامج متكررة مليئة بالأكاذيب، وهذا يعني في تصوري وبالحبر الأحمر، أن المسؤول عن كشوفات وقوائم وتقارير جلسة مجلس الأمن، يختلف تماما عن المسؤول عن جرائم قناة الجزيرة القطرية.
إما أنهم يعانون من أمراض عقلية واضطرابات عصبية، أو أن هناك تناقضات في المواقف وتكوين الأخلاق، بمعنى.. من يحكم فعليا، من ألقى الكلمة في الأمم المتحدة أو من يجلس على كرسي قناة الجزيرة؟
المسألة ليست مجرد موضوعات للوصف فحسب، بل بلد غريب يعيش تناقضات إلى حد التعقيد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية