+A
A-

"البحرين في ارقام" يشجع الشباب البحريني لدخول القطاعات الاستثمارية بالبورصة

فرص‭ ‬واعدة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة‭ ‬تنتظر‭ ‬من‭ ‬يغتنمها‭ ‬

الخبراء‭ ‬ينصحون‭ ‬بتنويع‭ ‬السلة‭ ‬الاستثمارية

ارتفاع‭ ‬ربحية‭ ‬الشركات‭ ‬المدرجة‭ ‬بالبورصة‭ ‬بالنصف‭ ‬الأول‭ ‬2021

 

أكد‭ ‬المشاركون‭ ‬ببرنامج‭ ‬“البحرين‭ ‬في‭ ‬أرقام”‭ ‬الذي‭ ‬بثته‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ (‬الأحد‭) ‬عبر‭ ‬منصاتها‭ ‬الرقمية،‭ ‬أهمية‭ ‬تشجيع‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬لدخول‭ ‬القطاعات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬بشكل‭ ‬مبكر،‭ ‬موضحين‭ ‬أنه‭ ‬ونظرًا‭ ‬لطبيعة‭ ‬الدراسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التي‭ ‬يتلقونها‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬الوعي‭ ‬لديهم،‭ ‬فإن‭ ‬هنالك‭ ‬فرصا‭ ‬استثمارية‭ ‬واعدة‭ ‬وعديدة‭.‬

البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬يعده‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬حسين‭ ‬المهدي،‭ ‬وتبثه‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬عبر‭ ‬منصاتها‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬الثامنة‭ ‬من‭ ‬مساء‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬أحد،‭ ‬استضاف‭ ‬بحلقته‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬حصدت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1520‭ ‬مشاهدة‭ ‬عبر‭ ‬الانستغرام،‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للخزينة‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬محمد‭ ‬الريس،‭ ‬والوكيل‭ ‬المساعد‭ ‬للتعليم‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لطيفة‭ ‬البونوظة،‭ ‬والباحث‭ ‬يوسف‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭.‬

ورحب‭ ‬مقدم‭ ‬البرنامج‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬حسين‭ ‬المهدي‭ ‬بالمشاركين،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يستعرض‭ ‬بيانات‭ ‬البورصة‭ ‬للأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬بقوله‭ ‬“حققت‭ ‬البورصة‭ ‬مع‭ ‬الإغلاق‭ ‬ارتفاعا‭ ‬بنسبة‭ ‬7‭.‬44‭ ‬نقطة،‭ ‬وهي‭ ‬نتيجة‭ ‬طيبة‭ ‬قياسا‭ ‬بالفترة‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬13‭ %‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يعاني‭ ‬العالم‭ ‬الأمرّين‭ ‬اقتصاديا”‭.‬

وأضاف‭ ‬“القيمة‭ ‬التي‭ ‬تداولتها‭ ‬البورصة‭ ‬حوالي‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬سهم،‭ ‬قيمتها‭ ‬بحدود‭ ‬944‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وبقيمة‭ ‬سوقية‭ ‬تجاوزت‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬فقط”‭.‬

 

الريس: حملات‭ ‬التطعيم‭ ‬تنعش‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية

وفي‭ ‬مداخلة‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬اتجاهات‭ ‬السوق‭ ‬المقبلة،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الأرقام‭ ‬المذكورة،‭ ‬قال‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للخزينة‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬محمد‭ ‬الريس‭ ‬“لكي‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نحلل‭ ‬أداء‭ ‬بورصة‭ ‬البحرين،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬للأداء‭ ‬العالمي‭ ‬والخليجي،‭ ‬والمؤثرات‭ ‬الخارجية‭ ‬نفسها،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المؤثرات‭ ‬التي‭ ‬عانينا‭ ‬منها‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬هي‭ ‬تداعيات‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وأثرها‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد”‭.‬

وأردف‭ ‬“مع‭ ‬زيادة‭ ‬حملات‭ ‬التطعيم،‭ ‬وحين‭ ‬بدأ‭ ‬العالم‭ ‬بالتعافي،‭ ‬مع‭ ‬اكتساب‭ ‬الخبرة‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬القائم،‭ ‬وطبيعة‭ ‬الفيروس،‭ ‬فإن‭ ‬أسواق‭ ‬المال‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬الارتفاع‭ ‬عالميًا،‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬المؤشرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬للمستثمرين،‭ ‬وإن‭ ‬هنالك‭ ‬تعافيا‭ ‬قائما‭ ‬سينعكس‭ ‬على‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية”‭.‬

وأكمل‭ ‬الريس‭ ‬“بورصة‭ ‬البحرين‭ ‬تبعت‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬التطعيم‭ ‬المحلي،‭ ‬وقوة‭ ‬النظام‭ ‬الصحي،‭ ‬وهي‭ ‬ركائز‭ ‬شجعت‭ ‬المستثمر‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وخلقها‭ ‬فرصا‭ ‬للمستثمرين‭ ‬في‭ ‬الدخول‭ ‬بتقييمات‭ ‬لتحقيق‭ ‬مضاعفات‭ ‬ربحية‭ ‬مجزية”‭.‬

وواصل‭ ‬“تحقيق‭ ‬ارتفاع‭ ‬بنسبة‭ ‬13‭ % ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬بين‭ ‬يوم‭ ‬وليلة،‭ ‬بل‭ ‬جاء‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬ربحية‭ ‬الشركات‭ ‬المدرجة‭ ‬في‭ ‬بورصة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬كانت‭ ‬مرتفعة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬الماضية‭. ‬2020‭ ‬كانت‭ ‬سنة‭ ‬صعبة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحاول‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬أوجدتها‭ ‬الكورونا،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬تخطي‭ ‬عقباتها”‭.‬

وقال‭ ‬الريس‭ ‬“انخفضت‭ ‬الربحية‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬بخلاف‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬إذ‭ ‬تأقلمت‭ ‬الشركات‭ ‬مع‭ ‬الكورونا،‭ ‬وبدأت‭ ‬الأرباح‭ ‬في‭ ‬التصاعد‭ ‬والنمو،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬رأينا‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الأسهم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬مؤشر‭ ‬البورصة‭ ‬ممثلًا‭ ‬بالبنوك‭ ‬التجارية،‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬ربحية‭ ‬إيجابية‭ ‬العام‭ ‬الحالي”‭.‬

وفي‭ ‬مداخلة‭ ‬له،‭ ‬أبدى‭ ‬المهدي‭ ‬أمله‭ ‬بأن‭ ‬يدخل‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الاستثمار‭ ‬مع‭ ‬وفرة‭ ‬الفرص‭ ‬والتسهيلات‭.‬

وقال‭ ‬الريس‭ ‬معلقًا‭ ‬“ثقافة‭ ‬الاستثمار‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية،‭ ‬وبأن‭ ‬يبدأ‭ ‬الشاب‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬للاستثمار‭ ‬بشكل‭ ‬مبكر‭ ‬جدًا،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬سيستثمره‭ ‬في‭ ‬البورصة‭ ‬صغير،‭ ‬والواجب‭ ‬هنا‭ ‬ألا‭ ‬يستصغر‭ ‬أحد‭ ‬ذلك،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬يأخذ‭ ‬في‭ ‬التزايد‭ ‬والتراكم‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬العوائد،‭ ‬وعند‭ ‬بلوغ‭ ‬الشخص‭ ‬سنا‭ ‬معينا،‭ ‬فإن‭ ‬بالإمكان‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭ ‬بشكل‭ ‬جيد”‭.‬

وبين‭ ‬“كل‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬معرفته‭ ‬بطبيعة‭ ‬المخاطرة‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬يدخل‭ ‬بها،‭ ‬فهنالك‭ ‬من‭ ‬يستطيع‭ ‬الدخول‭ ‬بنسبة‭ ‬مخاطرة‭ ‬مرتفعة،‭ ‬بخلاف‭ ‬آخرين‭ ‬يفضلون‭ ‬عائدا‭ ‬أقل،‭ ‬ومخاطرة‭ ‬أقل،‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬جدًا‭ ‬معرفة‭ ‬نسبة‭ ‬المخاطرة‭ ‬وطبيعتها،‭ ‬قبل‭ ‬الدخول‭ ‬بها،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تنويع‭ ‬سلة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وعدم‭ ‬حصرها‭ ‬بجانب‭ ‬واحد،‭ ‬لتوزيع‭ ‬المخاطرة،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتأثر‭ ‬بأداء‭ ‬شركة‭ ‬معينة”‭.‬

وأضاف‭ ‬الريس‭ ‬“لاحظت‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني،‭ ‬ونظرا‭ ‬لطبيعة‭ ‬الدراسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التي‭ ‬يتلقونها‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬لديهم‭ ‬الوعي‭ ‬والحس‭ ‬في‭ ‬اغتنام‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المناسبة”‭.‬

 

البونوظة: دربنا‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬“تريد‭ ‬كويست”‭ ‬منذ‭ ‬1996

وفي‭ ‬مداخلة‭ ‬لها،‭ ‬قالت‭ ‬الوكيل‭ ‬المساعد‭ ‬للتعليم‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لطيفة‭ ‬البونوظة‭ ‬“منذ‭ ‬العام‭ ‬1996‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬برنامج‭ (‬تريد‭ ‬كويست‭) ‬للتداول،‭ ‬أشركنا‭ ‬فيه‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬منحت‭ ‬لهم‭ ‬مبالغ‭ ‬معينة،‭ ‬تم‭ ‬إدخالهم‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬استثمارية‭ ‬لشركات‭ ‬بأميركا،‭ ‬ومن‭ ‬الطلبة‭ ‬الذين‭ ‬تخرجوا‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬أصبحوا‭ ‬الآن‭ ‬مستثمرين”‭.‬

وقال‭ ‬الريس‭ ‬“بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الداعمة‭ ‬لبرنامج‭ (‬تريد‭ ‬كويست‭) ‬وكان‭ ‬لنا‭ ‬تمثيل‭ ‬دائم‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم،‭ ‬أو‭ ‬لجنة‭ ‬المستشارين،‭ ‬وفعلا‭ ‬فإن‭ ‬نوعية‭ ‬التعليم‭ ‬تجلت‭ ‬بوضوح‭ ‬عبر‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج،‭ ‬رأينا‭ ‬شبابا‭ ‬واعدا‭ ‬لديه‭ ‬خلفية‭ ‬مالية‭ ‬واستثمارية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬مساعدة‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬بتعزيز‭ ‬قدراتهم،‭ ‬وتوظيفها،‭ ‬وتعليمهم‭ ‬طريقة‭ ‬تقديم‭ ‬العروض‭ ‬المالية‭ ‬المختلفة”‭.‬

وأوضحت‭ ‬البونوظة‭ ‬“في‭ ‬العام‭ ‬2010‭ ‬تبنت‭ ‬بورصة‭ ‬البحرين‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج”‭.‬

 

208‭ ‬مدارس‭ ‬بالبحرين‭ ‬وستزيد‭ ‬العام‭ ‬المقبل

وفي‭ ‬تعليق‭ ‬لها‭ ‬عن‭ ‬استشراف‭ ‬المستقبل‭ ‬والواقع‭ ‬الراهن‭ ‬للتعليم،‭ ‬قالت‭ ‬البونوظة‭ ‬“مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقياسًا‭ ‬بحجمها‭ ‬الصغير‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬إنجازات‭ ‬تعليمية‭ ‬كبيرة،‭ ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬ميزانية‭ ‬للتعليم،‭ ‬وحاليا‭ ‬فإن‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬ميزانية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬هي‭ ‬لقطاع‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬مدارس‭ ‬وإمكانات‭ ‬موجودة،‭ ‬وهناك‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬تجويد‭ ‬التعليم،‭ ‬والأمور‭ ‬متيسرة‭ ‬وناجحة”‭.‬

وأضافت‭ ‬“لدينا‭ ‬حاليا‭ ‬208‭ ‬مدارس،‭ ‬وستزيد‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬بمعدل‭ ‬مدرستين،‭ ‬والخطة‭ ‬المقبلة‭ ‬والطموحة‭ ‬إيجاد‭ ‬مدارس‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬طراز،‭ ‬وأنا‭ ‬شخصيا‭ ‬أميل‭ ‬للمدارس‭ ‬القديمة،‭ ‬لأنها‭ ‬تجعلنا‭ ‬نعيش‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يعيش‭ ‬فيها‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬ولكن‭ ‬متطلبات‭ ‬العصر‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نجاريها”‭.‬

وبينت‭ ‬“مدارسنا‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬طراز،‭ ‬من‭ ‬تكييفات‭ (‬سنترال‭)‬،‭ ‬ومزودة‭ ‬بـ‭ (‬الواي‭ ‬فاي‭) ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مرتكزات‭ ‬أساسية‭ ‬خصبة‭ ‬لعملية‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم،‭ ‬والدليل‭ ‬أنه‭ ‬وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬الماضية‭ ‬تم‭ ‬إدخال‭ ‬10‭ ‬مدارس‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬المباني‭ ‬الأكاديمية”‭.‬

وتابعت‭ ‬البونوظة‭ ‬“حين‭ ‬طرح‭ ‬مشروع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬العام‭ ‬2004‭ ‬لمدارس‭ ‬المستقبل،‭ ‬كانت‭ ‬اللبنة‭ ‬الأساس‭ ‬للانتقال‭ ‬النوعي‭ ‬للتعليم،‭ ‬وحين‭ ‬جاءت‭ ‬الجائحة‭ ‬كنا‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬مهيأة،‭ ‬ونظام‭ ‬تعليمي‭ ‬قوي،‭ ‬واستطاعت‭ ‬الوزارة‭ ‬خلال‭ ‬أسبوعين‭ ‬فقط‭ ‬الانتقال‭ ‬في‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬الرقمي‭ (‬عن‭ ‬بعد‭)‬”‭.‬

 

‭ ‬87‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬انتظموا‭ ‬للدراسة‭ ‬حضوريا‭ ‬

وتكمل‭ ‬البونوظة‭ ‬“87‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬انتظموا‭ ‬الآن‭ ‬للدراسة‭ ‬الحضورية،‭ ‬وبحيث‭ ‬يستوعب‭ ‬الصف‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬طالبا،‭ ‬فالمدرسة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستوعب‭ ‬1100‭ ‬طالب،‭ ‬فإنها‭ ‬تستوعب‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬إلى‭ ‬450‭ ‬طالبا،‭ ‬بسبب‭ ‬إجراءات‭ ‬التباعد‭ ‬القائمة،‭ ‬كما‭ ‬يحق‭ ‬لولي‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬أبناءه‭ ‬يرجعون‭ ‬للدراسة‭ ‬من‭ ‬البيت”‭.‬

وقالت‭ ‬البونوظة‭ ‬“مدارس‭ ‬البحرين‭ ‬كلها‭ ‬مدارس‭ ‬مستقبل،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬معينة‭ ‬ونقول‭ ‬إننا‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل،‭ ‬وحين‭ ‬جاءت‭ ‬الجائحة‭ ‬ساعد‭ ‬ذلك‭ ‬المعلمين‭ ‬والمعلمات‭ ‬وبقية‭ ‬منتسبي‭ ‬الوزارة‭ ‬بأن‭ ‬يتمرسوا‭ ‬بالميدان‭ ‬التربوي‭ ‬في‭ ‬التمكين‭ ‬الرقمي‭ ‬وأن‭ ‬يستغلوا‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬لكي‭ ‬ينتجوا‭ ‬مواد‭ ‬تعليمية‭ ‬هادفة‭ ‬ومؤثرة”‭.‬

وأردفت‭ ‬“الجائحة‭ ‬أعطتنا‭ ‬متسعا‭ ‬لكي‭ ‬ننتج‭ ‬محتوى‭ ‬تعليميا‭ ‬غزيرا،‭ ‬سواء‭ ‬للمعلمين‭ ‬أو‭ ‬الطلبة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الإداريين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬وبالإشراف‭ ‬التربوي‭ ‬والمناهج،‭ ‬ولقد‭ ‬تعاونت‭ ‬معنا‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬لإنتاج‭ ‬دروس‭ ‬متلفزة،‭ ‬وبمعدل‭ ‬800‭ ‬درس‭ ‬لكل‭ ‬المراحل‭ ‬التعليمية،‭ ‬من‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬وحتى‭ ‬الصف‭ ‬12”‭.‬

 

صلاح الدين: انفتاح‭ ‬مبكر‭ ‬على‭ ‬التعليم

وفي‭ ‬سؤال‭ ‬وجهه‭ ‬المهدي‭ ‬للباحث‭ ‬يوسف‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬مئوية‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وعن‭ ‬بدايات‭ ‬التعليم‭ ‬تحديدًا،‭ ‬كمورد‭ ‬يصنف‭ ‬بأنه‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد،‭ ‬قال‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬“البحرين‭ ‬كانت‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬السباقة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي،‭ ‬منها‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬العام‭ ‬1919،‭ ‬وبذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الإنشاء،‭ ‬لذا‭ ‬استخدموا‭ ‬مدرسة‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬مدرسة‭ ‬علي‭ ‬الزياني،‭ ‬والتعليم‭ ‬بدأ‭ ‬فعليا‭ ‬بالبحرين‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ،‭ ‬مؤديًا‭ ‬دوره‭ ‬لطبقة‭ ‬متعلمة،‭ ‬أصبحت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬النواة‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬سيأتي”‭.‬

ويقول‭ ‬“منذ‭ ‬البدايات،‭ ‬فإن‭ ‬الكل‭ ‬كان‭ ‬منفتحا‭ ‬على‭ ‬التعليم،‭ ‬ويرغب‭ ‬في‭ ‬الاستفادة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الاعتراضات‭ ‬بسبب‭ ‬ظهور‭ ‬المدارس‭ ‬الحديثة،‭ ‬خصوصا‭ ‬للبنات”‭.‬

وتابع‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬“المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬هو‭ ‬باني‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬وتسلم‭ ‬الحكم‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1869‭ ‬إلى‭ ‬1932،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬1923‭ ‬أصبح‭ ‬نائب‭ ‬الحاكم‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذنه‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬حيث‭ ‬دعموا‭ ‬ظهور‭ ‬المدارس،‭ ‬وخصصوا‭ ‬لها‭ ‬الأوقاف،‭ ‬والمعهد‭ ‬الديني‭ ‬الحالي‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬لمدرسة‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬المهزع”‭.‬

وأضاف‭ ‬“المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬ومواطنين‭ ‬كانوا‭ ‬وما‭ ‬يزالون‭ ‬منفتحين‭ ‬على‭ ‬التعليم،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنه‭ ‬وحين‭ ‬ظهرت‭ ‬المدرسة‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬التي‭ ‬يفخر‭ ‬بها‭ ‬الجميع،‭ ‬ومنها‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬للبنات‭ (‬جوزة‭ ‬البلوط‭) ‬العام‭ ‬1899‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬بعدد‭ ‬صغير‭ ‬من‭ ‬الطالبات،‭ ‬ثم‭ ‬انتسب‭ ‬لها‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬الأسر”‭.‬

وقال‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬“بعدها‭ ‬بثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬1902‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬مدرسة‭ ‬الأولاد،‭ ‬وجدي‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬كان‭ ‬من‭ ‬طلابها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬مدارس‭ ‬أهلية‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬كمدرسة‭ ‬علي‭ ‬الزياني‭ ‬العام‭ ‬1912،‭ ‬ومدرسة‭ ‬المباركية‭ ‬العام‭ ‬1913،‭ ‬ومدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬العام‭ ‬1919‭ ‬في‭ ‬المحرق،‭ ‬وبعدها‭ ‬بسنتين‭ ‬جاءت‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬للأولاد‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬بالعام‭ ‬1921”‭.‬