+A
A-

مستفيدون: البحريني الخيار الأول للشركات والإبداع وتنمية القدرات متطلبات المستقبل

أكد مستفيدون من البرنامج الوطني للتوظيف في نسخته الثانية استمرار نجاحه في تعزيز استقرار سوق العمل وتنشيط عمليات التوظيف وخلق فرص عمل بالقطاع الخاص رغم الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، وبين المستفيدون الشباب حصولهم على فرص عمل مناسبة لتخصصاتهم ومجالاتهم، في حين بيّن أصحاب العمل حرصهم على استقطاب العنصر البحريني صاحب الكفاءة والقدرة على الإبداع وتطوير العمل.

وأوضح المستفيدون تميز الإجراءات التي قامت بها الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وتوجيهات سموه بتدشين البرنامج الوطني للتوظيف في نسخته الثانية؛ إذ ساهم البرنامج، حسب إحصائيات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الأخيرة، في إنجاز 56% من تلك الأهداف بتوظيف (14,011) مواطنًا في مختلف القطاعات الإنتاجية حتى تاريخه، وتدريب (5754) متدرباً من أصل 25 ألف وظيفة يستهدف البرنامج خلقها عام 2021.

وفي الوقت الذي تشهد فيه معدلات التوظيف نمواً متوقعاً تزامناً مع مرحلة التعافي التي تشهدها العديد من القطاعات الإنتاجية في مملكة البحرين من الجائحة؛ رصدت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ارتفاعاً في أعداد القوى العاملة في القطاع الخاص حيث بلغ 68% من إجمالي القوى العاملة الوطنية، يقابله وجود (4,801) شاغر وظيفي في بنك الشواغر.

الباحثون عن عمل أكدوا سرعة التوظيف في البرنامج الوطني للتوظيف، فتجاربهم ورغم اختلاف تفاصيلها وتنوع مجالاتها إلا أنها تشابهت في سرعة الاستجابة لها، وهذا ما يؤكده حسن محمد فرج موظف بشركة عقارية، ويعمل بوظيفة إداري ممتلكات عقارية، والذي أكد أن عملية التقدم في البرنامج كانت سهلة وسريعة لاعتمادها على الجانب الإلكتروني، وأبدى ارتياحه من طريقة التواصل مع موظفي الوزارة الذين سرعان ما استجابوا بتوفير الوظيفة المطلوبة في مجال الموارد البشرية حسب خبرته السابقة في المجال، وقال: "عملية التقديم سلسلة وسريعة والاستجابة مضمونه، فالبرنامج الوطني للتوظيف هو الخيار الأفضل للباحثين عن عمل".

ومن جانبها قالت سارة عواجي، اخصائي موارد بشرية بشركة خاصة، إن تجربة البحث عن وظيفة كانت سهلة جدا، ووصفتها بالمريحة والسريعة، وقالت: "واجهت مشكلة في التسجيل بسبب قدم البيانات وعدم تحديثها، ولكن بمجرد أن تم التحديث حصلت على وظيفة مناسبة وبراتب جيد".

وعن الفارق بين عملية البحث عن وظيفة بشكل فردي وبين التسجيل في البرنامج الوطني للتوظيف قالت سارة: "أشجع الشباب على التسجيل في البرنامج الوطني للتوظيف لسرعة الاستجابة فيه، فالمنصة الإلكترونية تضمن تحديد المجالات المطلوبة وتوفر الوظائف حسب الرغبة، وبما يتناسب مع الخبرات السابقة".

إلى ذلك تحدثت فاطمة عبدالله، التي تعمل في أحد الشركات الخاصة، بأن تجربة عملها السابقة لم توفر لها فرصة الترقي، وعليه تركت العمل من أجل البحث عن وظيفة جديدة تكون مناسبة أكثر، بعدها تقدمت بالطلب الكترونياً وبشكل سهل ومتطور وحصلت على وظيفة مناسبة خلال وقت وجيز، والأهم أن الوظيفة كانت ضمن المجالات التي ترغب في العمل بها.

وأضافت: "يتيح البرنامج فرصة التقديم الإلكتروني، وهو ما سهل عملية البحث الفردي، فالفرصة مفتوحة أمام الشباب والباحثين عن عمل للاستفادة منه، خاصة وأن وزارة العمل تراجع السير الذاتية وتتأكد من المؤهلات والشهادات قبل وصولها للشركات، وبالتالي تكون الأمور واضحة أمام أصحاب العمل لاختيار الموظف المناسب وبشكل شفاف وبمصداقية".

ومن جانبهم اتفق مدراء التوظيف على أولوية التوظيف للبحرينيين، فسيد سلمان يحيى المدير الإداري بأحد مراكز التدريب الخاصة، بيّن تعاون المركز مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بطريقتين؛ الأولى بتوظيف عدد من الباحثين عن عمل، والثانية عن طريق تقديم دورات تدريبية للمنتسبين في البرنامج، فالمركز يقدم مجموعة من الدورات المتخصصة المتعلقة بمهارات التوظيف الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الباحثون عن عمل.

وعن رأيه في عملية التوظيف قال: "على الباحث عن عمل في المقابلة الشخصية أن يحرص على كسب ثقة الشركة التي يريد العمل فيها، وأن يبين مواطن القوة لديه والمتعلقة بإسهامه في تطوير العمل، فالتفاعل الإيجابي أثناء المقابلة أمر مهم للغاية، كما أنصح الباحثين عن عمل بالاهتمام بالتدريب النوعي والالمام باللغة الانجليزية وبأساسيات الحاسب الآلي وأخلاقيات العمل".

أما يوسف العشيري، الشريك الإداري بإحدى شركات التدقيق والاستشارات الخاصة، فوصف تعاون شركته مع البرنامج الوطني للتوظيف بالتجربة الممتازة فهي تعطي الأولوية للبحريني بوصفه الخيار الأفضل، ولفت إلى أهمية فهم متطلبات سوق العمل؛ فهناك فجوة بين الدراسة الأكاديمية والمجال العملي، لذلك على المتقدمين لشغل الوظائف محاولة التقريب بين المجالين، وبذل الجهد لإثبات القدرات، لاسيما وأن المستقبل للقطاع الخاص وخصوصاً للشركات الصغيرة والمتوسطة.

وبين العشيري أن بنك الوظائف ضمن سهولة عرض الوظائف وكيفية الوصول إليها، فالآلية واضحة وشفافة وتمتاز بالمصداقية، وقال: "على الباحثين عن عمل من خريجين أو موظفين ممن يريدون تغيير وظائفهم الاهتمام بصقل الذات والتحلي بالجدية في العمل، وتطوير القدرات بشكل احترافي، فالشركات تبحث عن الموظف المتميز القادر على إحداث الفارق والإسهام في التطوير".

وأخيرا أبدى علي السندي، المدير العام لشركة مشاريع عقارية، ثقته بقدرات الشباب البحريني، مؤكداً وجود الحس الوطني الذي يضع أولوية التوظيف للبحرينيين، وأوضح حاجة الشركة إلى تخصصات مختلفة مثل الهندسة والتسويق العقاري، معتبراً أن البرنامج الوطني للتوظيف نجح في تأمين الوظائف للباحثين عن عمل من جهة وتأمين الكوادر المناسبة للشركات من جهة ثانية، فطريقة تنظيم عملية الاختيار وتقديم السير الذاتية تتم بشكل منظم وعملي يضمن وصول الشخص المناسب للوظيفة المناسبة.

وأكد السندي أن الوظائف المتاحة هي وظائف مناسبة تتراوح رواتبها بين 600 دينار وقد تتجاوز الألف، مؤكداً تطلعهم إلى التوسع مستقبلا في عملية التوظيف وإتاحة فرص أكبر أمام الشباب، وختم قائلا: "أمام قلة المعروض لابد من الحديث عن أهمية تنمية الذات، وزيادة القدرات، خاصة وأن تعزيز المهارات وزيادة المعارف هو المقياس الذي يحدد أولوية التوظيف من عدمها، فالشركات تبحث عن العنصر المختلف والمبدع والقادر على العطاء".