+A
A-

مريم النعيمي.. الفن لا يقتصر على الجانب الجمالي والمهم المساحة التي يخلقها العمل للتأمل

تمتلك ناصية الحرفية وعمق أصول الصياغة الفنية، وملتزمة بالموضوعات التي تصوغها بمقدرة وذوق وإدراك للقواعد الفنية. تستخدم أساليب حديثة نابعة من ثقافتها متعددة الجوانب وإدراكها لهندسة العمل الفني وميراثه اللوني الباهر وتأثيره في نفس المتلقي.

إنها الفنانة مريم النعيمي الفائزة بجائزة الدانة بمعرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الـ 47، التي تدفق إبداعها على اللوحة كما تنساب الأنغام في العمل السيمفوني.

حدثينا عن عملك "تبدلات الماء" الذي فاز بجائزة الدانة؟

لطالما كان لدي اهتمام بالبيئة وعلاقتنا بها.. هذه العلاقة المستمرة في التشكيل. العمل يطرح تساؤل حول علاقتنا بالبيئة والمحيط وأدوارنا المختلفة في تشكيل هذا الواقع من حولنا

تساؤلات: كيف تتشكل النظم الايكولوجية من حولنا وتشكل ثقافتنا وذاكرتنا.. كيف يشكل الإنسان والعمران ويغير في هذه البيئة.. وتأملات حول وجود الماء وانتقاله وأماكن تجمعه.

نبذة عن العمل

كثيرا ما تتجلى لذاكرتنا وفي قصصنا صور الماء في أحيائنا ومدننا.. للماء القدرة على خلق ذاكرة جمعية يتشاركها أفراد القرية أو الحي.. العمل هو محاولة للنظر إلى هذه القصة والذاكرة والنظر للماء بأبعاده الوجدانية والجغرافية والإيكولوجية والسياسية. بعد اكتشاف النفط لعب هذان السائلان "الماء والنفط" أدوارًا متبادلة استمرت وما زالت تستمر في تحويل وتشكيل الواقع

العمل يتيح لنا الفرصة لنتأمل في الحال الجغرافي للماء من حولنا، وجوده وغيابه، تبدلاته وحركته واختفاءاته.. وكيف لهذا التبدل المستمر أن يشكل ويعيد تشكيل الهويات التي تكونت حوله.

يشمل العمل 3 صور كولاج وعمل فيديو.. ويشتمل على اقتباسات من قصة جلجامش واقتباسات لآلهة المياه العذبة انكي ومدلولات اخرى في محاولة لحفظ القصة والذاكرة، ذاكرة الماء الذي كان والذي يكون.

هل يمكننا القول أن الفنانة مريم النعيمي ومع مزيد من التجارب ستكون لنفسها أسلوبا خاصا شبه مستمر؟

عند بداية الشروع بعمل أو مشروع فني فأنا لا أفكر بالمخرج "كأسلوب إظهار" قدر التفكير في المفهوم والفكرة والبحث والدراسة.. في بعض الأحيان أتجرد من الناتج النهائي.. فمن خلال البحث والدراسة تتولد الخامات التي منها يتكون العمل ويترجم. وهي عملية تراكمية تنمو وتشكل وتتطور باستمرار.. كوني مهتمة في التصميم الحضري والبيئي والعمارة، ودراستي الماجستير بعدها في التصميم الحضري.. شكل الموقع والبيئة والإنسان جزء مهم من أعمالي، والعمل على مشاريع تقوم على البحث حول المكان والبيئة والإنسان. ففي أعمالي السابقة استخدمت خامات مثل الخرائط، الفيديو، الصوت، الكولاج، والعمل التركيبي بخامات أخرى مختلفة.

 ربما يتبلور الأسلوب من كل هذا ويتشكل بطريقة ما غير واعية ولكني أرى أنه يتشكل ويتبلور باستمرار.. الفن لا يقتصر على الجانب الجمالي.. المهم بالنسبة لي هي تلك المساحة التي يخلقها العمل للتأمل والتساؤل والبحث.

عملك "تبدلات الماء" يدل بشكل قاطع على غزارة المنابع الفنية التي يستقى منها الفنان، فانتي وحسب وجهة نظري لديك القدرة والموهبة على السير في هذه الأنواع كلها في آن واحد "التصوير والفيديو والخ "..تعليقك؟

أحب أن أوسع حدود التعامل مع الخامات والأدوات واستخدام الخامة والأداة التي تخدم مفهوم العمل وأحيانا الخامات التي شكلت جزءا من رحلة البحث في موضوع العمل. ففي عملي "تبدلات الماء" شكل البحث والمكان أي الموقع جزء مهم في تكوين العمل.. واشتمل العمل على صور.. وكولاج.. وعمل فيديو يشمل مواقع مختلفة وتسجيل صوتي لموقع العين.. قراءات في الكتب والتاريخ واقتباسات منها كاقتباسات من قصة جلجامش وآلهة المياه العذبة.

هناك نظرية تقليدية تقول إن الرسم فن بصري محض لا يخرج عن حدود اللون والخط والشكل والبعد..رأيك؟

أرى أن الفن تتعدد وتختلف أشكاله فهو يتضمن اللون والخط والشكل واللوحة ويشمل أيضا الفن المفاهيمي والتركيبي واللغة والصوت والفيديو والتمثيل والبحث والتصوير والعديد من المجالات الأخرى.

أرى أنه فن عندما يكون هناك نية للفنان في إنتاج مشروع أو عمل فني أيا كان

وبالنسبة لي... في مشاريعي الفن يوجد مساحة للتساؤل والتأمل والبحث والدراسة.

واقع الفنون التشكيلية في مملكة البحرين..وأعني، هل هناك اهتمام بمنتجات الفن التشكيلي بجميع مظاهره؟

بدأ الاهتمام أكثر بالفنون بأنواعها في أول مشاركة لي بعمل تركيبي بالمعرض السنوي 2014 كان العمل الوحيد التركيبي وسط اللوحات.. من الجميل جدا أن نرى اليوم المعرض يشكل مساحة تحتوي الأنواع والمدارس المختلفة.. وأتمنى أن يكون هناك دعم أكبر للمشاريع القائمة على البحث والدراسة، وأن يكون هناك حوارات فنية ونقدية بشكل أكبر وورش عمل

هل أقمتِ معرضا شخصيا من قبل؟

لم أقم معرضا شخصيا وأتمنى ذلك إن شاء الله

كلمة أخيرة

سعيدة جدا وممتنة للمشاركة في المعرض..ممتنة لكل من ساهم في إيجاد هذه المساحة للمشاركة الفنية..أحب أن أشكر راعي المعرض سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والشيخة مي آل خليفة والشيخة هلا آل خليفة وفريق هيئة البحرين للثقافة على دعمهم وإيمانهم بضرورة الفن.