+A
A-

شيعة قطر يهربون من اضطهاد نظام بلادهم ويمارسون شعائرهم في البحرين

أكد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬وممثلي‭ ‬المآتم‭ ‬والحسينيات‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬رفضهم‭ ‬التام‭ ‬للمحاولات‭ ‬القطرية‭ ‬المستمرة‭ ‬لتزييف‭ ‬الواقع‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬مطالبين‭ ‬قطر‭ ‬أن‭ ‬تمنح‭ ‬الأقلية‭ ‬الشيعية‭ ‬حقوقها‭ ‬السياسية‭ ‬والدينية،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬رمي‭ ‬التهم‭ ‬الجزاف‭ ‬على‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬كرست‭ ‬ممارسات‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬الديني‭ ‬والمذهبي،‭ ‬ستحتاج‭ ‬قطر‭ ‬لسنوات‭ ‬ضوئية‭ ‬لإنجاز‭ ‬الجزء‭ ‬اليسير‭ ‬منه‭. ‬

وشدد‭ ‬محمد‭ ‬العالي‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تمنح‭ ‬الحكومة‭ ‬القطرية‭ ‬للطائفة‭ ‬الشيعية‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬حقوقها‭ ‬الدينية‭ ‬أسوة‭ ‬ببقية‭ ‬الطوائف‭ ‬والأقليات‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التسهيلات‭ ‬ونوع‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬المجتمع‭ ‬الواحد؛‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬اللحمة‭ ‬المطلوبة‭.‬

وأضاف‭ ‬العالي‭ ‬“ندعو‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الطوائف،‭ ‬والولاء‭ ‬السياسي‭ ‬هو‭ ‬للدولة،‭ ‬ولكن‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬المعتقدات‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مختلف‭ ‬وأساسي‭ ‬ومطلوب،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هنالك‭ ‬تقبل‭ ‬للمكونات‭ ‬الأخرى،‭ ‬والسير‭ ‬بخلاف‭ ‬ذلك،‭ ‬هو‭ ‬خطأ‭ ‬كبير،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬الحكومة‭ ‬القطرية‭ ‬مدعوة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬اللوم‭ ‬والنقد‭ ‬الفارغ‭ ‬لغيرها،‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬لممارساتها‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬القطري‭ ‬نفسه”‭.‬

وقال‭ ‬“البحرين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬نموذج‭ ‬رائد‭ ‬وعالمي‭ ‬ومتقدم‭ ‬في‭ ‬قبول‭ ‬الآخر،‭ ‬وفي‭ ‬دمج‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬بكافة‭ ‬عرقياتها‭ ‬وطوائفها،‭ ‬وفي‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬للمسجد‭ ‬والمأتم‭ ‬والكنيسة‭ ‬والمعبد‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬متقاربة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة،‭ ‬كصورة‭ ‬حية‭ ‬للشوط‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬قطعته‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬مفاهيم‭ ‬التعايش‭ ‬الديني‭ ‬والمذهبي،‭ ‬خلافا‭ ‬للمدعية‭ ‬قطر”‭.‬

بذات‭ ‬الاتجاه،‭ ‬قال‭ ‬مجيد‭ ‬عبدالله‭ ‬من‭ ‬مأتم‭ ‬الحسين‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬تمنح‭ ‬الحقوق‭ ‬الدينية‭ ‬بالكامل‭ ‬للطائفة‭ ‬الشيعية‭ ‬الكريمة،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬كمحرم،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يضيق‭ ‬على‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬ممارسة‭ ‬لشعائرهم”‭.‬

ويكمل‭ ‬مجيد‭ ‬“حتى‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الميكروفونات،‭ ‬فإننا‭ ‬نُمنح‭ ‬الحرية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬استخدامها،‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬يومان‭ ‬إجازة‭ (‬تاسع‭ ‬وعاشر‭ ‬محرم‭)‬،‭ ‬وأيضا‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير‭ ‬والمشكور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لتسهيل‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر،‭ ‬كتنظيم‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬المروري،‭ ‬والتوجيه‭ ‬المستمر‭ ‬للبلديات‭ ‬بالقيام‭ ‬بواجبهم‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬وجه،‭ ‬وأولا‭ ‬بأول”‭.‬

وتابع‭ ‬“هذه‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬والتي‭ ‬يتحدث‭ ‬عنها‭ ‬التاريخ‭ ‬البحريني‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭ ‬الأول‭ ‬للدولة،‭ ‬يقطع‭ ‬أي‭ ‬مزايدات‭ ‬من‭ ‬قطر‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬والتي‭ ‬تحاول‭ ‬استهداف‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬وتشوه‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬أدنى‭ ‬مبادرات‭ ‬تذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬أسوة‭ ‬بقصة‭ ‬النجاح‭ ‬البحرينية”‭.‬

وقال‭ ‬خليل‭ ‬المنصور‭ ‬من‭ ‬مأتم‭ ‬مدن‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬مدرسة‭ ‬كبرى‭ ‬وعالمية‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬كافة‭ ‬الأطياف‭ ‬والأديان،‭ ‬مزيدا‭ ‬“هنالك‭ ‬تعايش‭ ‬مميز‭ ‬للطائفتين‭ ‬الكريمتين،‭ ‬وهو‭ ‬قائم‭ ‬وموجود‭ ‬ومتصاعد‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الفرجان‭ ‬والأحياء‭ ‬والمدن‭ ‬والقرى،‭ ‬ويعكس‭ ‬نقاء‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬وجدية‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬العبور‭ ‬للمستقبل‭ ‬مع‭ ‬الجميع”‭.‬

ويضيف‭ ‬المنصور‭ ‬“وتقدم‭ ‬فرجان‭ ‬المنامة‭ ‬العريقة،‭ ‬كالفاضل‭ ‬والحطب‭ ‬والعوضية،‭ ‬نماذج‭ ‬ريادية‭ ‬ومتحضرة،‭ ‬تؤكد‭ ‬حرص‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطن‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬لتحقيق‭ ‬الانصهار‭ ‬والتمازج‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬الواحد،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هنالك‭ ‬تزاوجات‭ ‬تجسد‭ ‬هذا‭ ‬التعايش‭ ‬الجميل‭ ‬والمميز”‭.‬

وأردف‭ ‬“الأبواق‭ ‬القطرية‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تستهدف‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬تسييس‭ ‬وفبركة‭ ‬الملفات‭ ‬الدينية‭ ‬والحقوقية‭ ‬المختلفة،‭ ‬والتي‭ ‬تعودنا‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الجارة‭ ‬العدائية،‭ ‬لن‭ ‬تؤتي‭ ‬في‭ ‬كذبها‭ ‬وافترائها‭ ‬أي‭ ‬نتيجة”‭.‬

وأضاف‭ ‬المنصور‭ ‬“البحرينيون‭ ‬والمقيمون‭ ‬هنا‭ ‬والزائرون‭ ‬بمختلف‭ ‬أديانهم‭ ‬وجنسياتهم،‭ ‬يعرفون‭ ‬جيدا‭ ‬مستويات‭ ‬التعايش‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬المملكة‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬استثنائية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬والعالم،‭ ‬وهي‭ ‬إنجازات‭ ‬ستحتاج‭ ‬قطر‭ ‬لسنوات‭ ‬ضوئية‭ ‬لكي‭ ‬تحقق‭ ‬الجزء‭ ‬اليسير‭ ‬منها”‭.‬

ويتابع‭ ‬“هذه‭ ‬النتائج‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬طمسها‭ ‬أو‭ ‬مسحها‭ ‬أو‭ ‬تشويه‭ ‬صورتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تقرير‭ ‬تلفزيوني‭ ‬لقناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬المأجورة،‭ ‬والتي‭ ‬تدأب‭ ‬بالفبركة‭ ‬والتزييف،‭ ‬لخلق‭ ‬الفتن‭ ‬والمشكلات‭ ‬والنزاعات،‭ ‬وتزييف‭ ‬الحقائق‭ ‬وحرف‭ ‬مسارها‭ ‬لدى‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬والاعلام‭ ‬الدولي‭ ‬معا”‭.‬

بذات‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬نادر‭ ‬بردستاني‭ ‬إنه‭ ‬“منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ (‬بالكريسمس‭) ‬أقوم‭ ‬باسم‭ ‬المواكب‭ ‬الحسينية‭ ‬بزيارة‭ ‬الكنائس‭ ‬وأقدم‭ ‬لهم‭ ‬الورد‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬المسيح‭ ‬عليه‭ ‬السلام،‭ ‬كما‭ ‬أقوم‭ ‬بإلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬وفي‭ ‬كلمة‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬قلت‭ ‬بأننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬ولم‭ ‬نر‭ ‬قط‭ ‬أي‭ ‬تمييز‭ ‬لأي‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طائفة‭ ‬أو‭ ‬دين‭ ‬أو‭ ‬مذهب”‭.‬

وأردف‭ ‬بردستاني‭ ‬“ألم‭ ‬تجد‭ ‬قطر‭ ‬إلا‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الذي‭ ‬تفوقت‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬بخلافها‭ ‬لكي‭ ‬يتاجر‭ ‬به،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مرتزقة‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة،‭ ‬وأشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القطريين‭ ‬الشيعة‭ ‬يأتون‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬تحديدا؛‭ ‬لكي‭ ‬يمارسوا‭ ‬شعائرهم‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬هم‭ ‬محرومون‭ ‬منها‭ ‬بقطر”‭.‬

وزاد‭ ‬بردستاني‭ ‬“بل‭ ‬إن‭ ‬المسافة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬مأتم‭ ‬ومسجد‭ ‬وكنيسة‭ ‬ومعبد‭ ‬في‭ ‬المنامة،‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الثلاثين‭ ‬مترا‭ ‬فقط،‭ ‬فالتعايش‭ ‬والتزاور‭ ‬قائمة‭ ‬وموجودة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد،‭ ‬وهي‭ ‬نعمة‭ ‬نحن‭ ‬محسودون‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجميع”‭.‬

ويكمل‭ ‬“في‭ ‬المناسبات‭ ‬نرى‭ ‬كل‭ ‬التعاون‭ ‬الممكن‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬أو‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬أو‭ ‬البلديات،‭ ‬والتي‭ ‬تهتم‭ ‬لخدمة‭ ‬المصلين‭ ‬والمواكب‭ ‬الحسينية‭ ‬والعزاء،‭ ‬بصورة‭ ‬تعكس‭ ‬القيم‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬بالبحرين‭ ‬والتي‭ ‬رسخ‭ ‬مفاهيمها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه”‭.‬

وفي‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الشيعة‭ ‬بقطر،‭ ‬قال‭ ‬“زرت‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬ووقفت‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الشيعة‭ ‬هنالك،‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬سيئة‭ ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬تضييق‭ ‬يعكس‭ ‬إفلاس‭ ‬الدولة‭ ‬القطرية،‭ ‬وخنقها‭ ‬لأبناء‭ ‬الطائفة‭ ‬هنالك‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬لا‭ ‬أخلاقا‭ ‬ولا‭ ‬دينًا”‭.‬