على مدى سنوات عمر مجلس النواب لم يظفر الأديب والفنان البحريني إلا بحظ ضئيل من العناية، وكأن هناك قطيعة بين السادة النواب الذين تعاقبوا على المجلس وبين الأديب والفنان، فتحت قبة البرلمان شهدنا معارك كثيرة وانقسم النواب إلى معسكرات، لكننا لم نشهد وقفة صريحة ومعركة من أجل الأديب والفنان الذي أدمت الأشواك رجليه وشق الصخور بيديه بحثا عن طريق الأمل، ولا حتى خطوة خفية ومنتظرة، ومن يقول من السادة النواب إنه تحرك وقدم مشروعا فهو يخترع مبررات جديدة ومختلفة اعتدنا عليها في كل فصل تشريعي، كما أن اللجان المشكلة حاليا لا تخدم الأديب والفنان بالصورة الحادة والحاسمة، وهناك فرق شاسع بين التفرغ والتفتت.

الإيمان الحقيقي بالأدب والفن يدعونا إلى تشكيل لجنة في مجلس النواب المقبل تحت مسمى “لجنة الثقافة والفن” أسوة ببقية البرلمانات العربية، إذ لا يمكن ترك الأديب والفنان البحريني يعيش على الهامش ومحصورا في زاوية ضيقة، وهو الذي يحمل رسالة عظيمة على مر العصور، بل يحتاج إلى غذاء معنوي وروحي يكسبه الثقة ويشعر أن هناك من يدعمه ويقف خلف إنجازاته ويقدر عقليته.

لجنة مكونة من أسماء تقدر ثقل الأديب والفنان في الميزان وتهتم بمتابعة قضايا وهموم الحركة الفنية والثقافية في مجلس النواب، وتتحرك على مستوى عال وفي إطار منطق التمثيل القوي للفنان والمثقف البحريني الذي مازال صوته غير مسموع أبدا في مجلس النواب ولم تقدم أي مقترحات بشأنه، ومع الأسف معظم من وصل إلى مجلس النواب في الفصول التشريعية السابقة كان ينظر إلى الفنون والثقافة على أنها غير مجدية ومضيعة للوقت، والعيون تتسارع إلى الفرار أمام كل شيء له علاقة بالثقافة والفن، إلا من رحم ربي.

أمنيتنا كأهل فن وثقافة أن تكون هناك لحظات فوران جماعي في المجلس القادم وولادة لجنة تحرر الأديب والفنان المربوط في صخرة التجاهل والنسيان.