+A
A-

أطروحة دكتوراه تبحث العلاقة بين القدرة التنبؤية لعادات العقل والبيئة الإبداعية والاستثارة الفائقة بالشخصية الإبداعية

هدفت أطروحة دكتوراه نوقشت مؤخراً في جامعة الخليج العربي إلى تقصي القدرة التنبؤية لعادات العقل، والبيئة الإبداعية، والاستثارة الفائقة، بالشخصية الإبداعية لدى طلبة المرحلة الثانوية الموهوبين والعاديين في دولة الكويت، وتحديد الفروق بين تقديرات الطلبة لعادات العقل، والاستثارة الفائقة، والبيئة الإبداعية، والشخصية المبدعة. كان ذلك خلال مناقشة أطروحة الباحثة منيرة راشد غبلان التي قدمت كجزء من متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في تربية الموهوبين من كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي.

وقالت الباحثة غبلان، إن عادات العقل هي مجموعة من أنماط الأداء العقلي المستمر والثابت؛ لمواجهة كافة المواقف الحياتية المختلفة، كما يمكن أن تكون مجموعة من الدوافع والاتجاهات التي تدفع بالفرد استخدام المهارات العقلية في جميع أنشطة الحياة المختلفة لاختيار أفضل السلوكيات والمداومة عليها.

وقالت إن الطلبة المبدعين يتأثرون ببيئتهم فالبيئة الإبداعية من شأنها أن تعزز ظهور الإبداع في الشخصية أو تثبيطه، الأمر الذي يؤكد الارتباط الوثيق بين الظروف البيئية للفرد وانعكاسها على شخصيته وقدراته العقلية سلبًا أو إيجابًا.

وأوضحت حول الاستثارة الفائقة شارحة بأنها: قدرة فائقة في الاستجابة الكبيرة للمثيرات الداخلية والخارجية، من خلال رغبة جامحة في التعلم، وخيال مفعم بالحيوية والطاقة الحسية والجسدية، والحساسية الزائدة، وحدّة الانفعالات. ويمكن وصف الخصائص العامة لأنماط الاستثارات الفائقة الخمسة كما يلي: النفسحركية - قدرة إضافية على أن تكون نشطة وحيوية؛ الحسية - تحسين وصقل واستمرارية التجربة الحسية؛ الفكرية - التعطش للمعرفة والاكتشاف والاستجواب؛ التخيّل - حيوية الصور وثراء الارتباط والتخيلات والاختراعات؛ والعاطفية - عمق وكثافة كبيرة للحياة العاطفية معبرًا عنها بمجموعة واسعة من المشاعر.

إلى ذلك سعت الباحثة إلى التعمق في بحث العلاقة بين سمات وخصائص الموهوب من ناحية، وكذلك أنماط ونزعاته السلوكية في مواجهته للمشكلات الحياتية أو ما أطلق عليه بعادات العقل من ناحية، ومواصفات البيئة المشجعة والمهيئة للإبداع وقدرتها على تحفيز وتوفير الظروف المهيئة لأحداث الاستثارة الفائقة من ناحية أخرى.. الأمر الذي قد يساعد الباحثة في فهم مسارات تلك العلاقات والوصول إلى نموذج يسمح بفهم الموقف المناسب لبيئة المبدع داخليًا (عادات العقل وسمات شخصيته من ناحية) وخارجيًا (بيئة المبدع وصيغ وأنماط الاستثارة فيها)، وذلك النموذج يفتح بالضرورة إمكانية للتوصل بشكل أفضل لمعادلات للتنبؤ بالصيغ الأنسب لرعاية الموهوبين والمبدعين في بيئاتنا التعليمية، سعيًا للوصول إلى تحسين الصيغ الحالية وتبني أفضلها في المستقبل.

 

أجري البحث على عينة مكونة من 545 طالبًا وطالبة في المرحلة الثانوية (منهم 176 موهوبين، و 369عاديين) اختيروا بطريقة عشوائية طبقية، خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2020/ 2021.  أظهرت نتائج تحليل التباين الثنائي وجود أثر دال إحصائيًا لمتغير تصنيف الطالب على مستوى تقديرات الطلبة لشخصياتهم المبدعة ولسماتهم الإبداعية، ولصالح الموهوبين. وأظهرت نتائج تحليل التباين الثنائي متعدد المتغيرات وجود أثر دال إحصائيًا لمتغير تصنيف الطالب على مستوى ممارسة الطلبة لعادات العقل والاستثارات الفائقة، ولصالح الطلبة الموهوبين.  وأظهرت نتائج تحليل الانحدار المتعدد أن عادات (إيجاد الدعابة، والخلق والخيال، والاستجابة بدهشة ورهبة)، والاستثارة الفكرية، والبيئة الإبداعية تساهم نسبيًا بالشخصية المبدعة لدى الطلبة الموهوبين، في حين تساهم عادات (المثابرة، وجمع المعلومات باستخدام كل الحواس، والمسؤولية والإقدام على مخاطرها)، والاستثارة الحسية، والبيئة الإبداعية بالشخصية المبدعة لدى الطلبة العاديين. ووجد أن القدرة التنبؤية للعادات (التفكير حول التفكير، والبقاء منفتحًا للتعلم المستمر، وإيجاد الدعابة، والاستماع بتفهم وتعاطف، وجمع المعلومات باستخدام كل الحواس، والتفكير والتواصل بدقة ووضوح، المسؤولية والإقدام على مخاطرها)، والاستثارة الحسية، والبيئة الإبداعية بالشخصية المبدعة في عينة الموهوبين أقوى مما هي عليه في عينة العاديين، وفي ضوء نتائج الدراسة، أوصت الباحثة بإعادة إجراء البحث على عينات وفئات عمرية أخرى، وتوظيف عادات العقل، والاستثارة الفائقة، والبيئة الإبداعية، والشخصية المبدعة وتنميتها في المناهج التعليمية التعلمية. يشار إلى أن البحث أعد بإشراف الدكتور عبدالناصر ذياب الجراح، أستاذ علم نفس التعلم والتعليم، جامعة الخليج العربي. والدكتور أحمد محمد العباسي، أستاذ تربية الموهوبين والمبدعين المساعد، جامعة الخليج العربي.