مرت قبل أيام الذكرى السنوية لتأسيس وقيام مجلس التعاون الخليجي، وقد مر المجلس بالعديد من التحديات والآمال والإنجازات، وحتى يمكننا أن نحلل كل ما يتعلق بمسيرة المجلس للقارئ، لابد أن نشخص ونختصر هذه المسيرة بالتالي: أولا مرحلة التأسيس. وهي المرحلة التي قام على إثرها الآباء المؤسسون بوضع اللبنات الأولى وقيادة مجلس التعاون والانطلاق به، فقد قام المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يساعده المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد بالعمل المخلص من أجل تسويق فكرة الاتحاد والعمل على انطلاقتها بدعم من إخوانهم حكام الخليج، غفر الله لهم جميعا.
ثانيا مرحلة غزو الكويت، وهذه المرحلة جسدت التلاحم الخليجي في التصدي للعدوان العراقي بقيادة صدام حسين عندما غزا الكويت، فقد حققت وبشكل جلي ما تم الاتفاق عليه من أهداف، من حيث أن أي اعتداء على أية دولة من الدول المؤسسة للمنظومة الخليجية، هو اعتداء على كل الدول، وقد قامت كل الدول الخليجية في المنظومة بتسخير كل إمكاناتها وطاقاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية في سبيل استرداد الشرعية الكويتية.
في الواقع علينا أن نثمن كل ما تم تحقيقه من إنجازات، فدول مجلس التعاون حققت أكثر مما هو مطلوب منها بأهداف المجلس، بمعنى أنه مثلا أصبحت السعودية من الدول العشرين اقتصاديا، وهذا بذاته يفوق ما كان مطلوبا من مجلس التعاون، والأمر نفسه مع بقية دول الخليج، لهذا، ومع قوة هذه الدول وتطورها وقفزها قفزات هائلة، فإنه يجب الاستمرار في تطوير المجلس ليكون بذات المكانة والقوة والنفوذ والنجاحات والطموحات في الفترة القادمة.