العدد 4587
الخميس 06 مايو 2021
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
دبلوماسية الاتفاق النووي
الخميس 06 مايو 2021

عندما كان الرئيس ترامب بالحكم استخدم العصا الغليظة ضد طهران بخصوص اتفاق أوباما النووي، وانسحب من هذا الاتفاق وقام بفرض عقوبات على طهران، لكن ذلك تغير مئة وثمانين درجة حينما تسلم الديمقراطيون الحكم بقيادة بايدن، لكن لماذا انتهج الديمقراطيون والروس والصينيون والأوروبيون سياسة الدبلوماسية؟ ولماذا أيضا ترغب إيران بالتوصل لاتفاق نووي بشكل دبلوماسي؟

نستطيع أن نحدد سببين رئيسيين لهذه السياسة، السبب الأول إيراني بحت، حيث إن طهران تريد أولا رفع العقوبات عنها بعد الاتفاق النووي المرضي للجميع، لكي تحقق هدفين هما: العمل على بث الطائفية واستمرار القلاقل، كما حدث باليمن والعراق ولبنان وسوريا، لكن وإن تقهقرت إيران قليلا وانتكست بعهد ترامب، فإن هذا الاتفاق النووي الدبلوماسي إن حدث، ستستغله طهران للعودة للمشهد مرة أخرى، ونعني استمرار تدخلها بالشأن العربي.

السبب الثاني لانتهاج الديمقراطيين والروس والأوروبيين سياسة الدبلوماسية ومحاولة حل معضلة الاتفاق النووي، هو الفوز بكعكة طهران بعد رفع العقوبات والتوصل لاتفاق نووي، فالديمقراطيون والأوروبيون يريدون انتزاع كعكة طهران من حضن وتحالف القوتين الكبيرتين الصين وروسيا، أما روسيا والصين فتريدان استمرار تحالفهما مع إيران، وعدم السماح للغرب بالاقتراب من كعكة طهران، ولهذا فإن من مصلحة الديمقراطيين العمل دبلوماسيا للوصول لاتفاق نووي يحقق مصلحتهم جميعا، فطهران ستستغل رفع العقوبات عنها للاستمرار بالتمدد بالعالم العربي، والديمقراطيون والروس والأوروبيون يريدون كعكة طهران بعد رفع العقوبات، لكن وبالسببين، فإنهم سيفشلون فشلا ذريعا، بل وسينتفض المارد العربي بقوة، لكي يؤرخ التاريخ أن انطلاقة العرب الحقيقية كانت في عهد محاولة تأهيل إيران.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية