العدد 4603
السبت 22 مايو 2021
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
عودة سوريا للحضن العربي
السبت 22 مايو 2021

عندما بدأت مؤامرة الربيع العربي وضربت عالمنا العربي، كانت سوريا ضمن الدول التي ضربت بهذه المؤامرة، وكان كاتب هذه السطور من الداعمين لما كان يسمى بالثورة السورية، بسبب دعمه موضوعا واحدا ألا وهو الارتباط الوثيق بين نظام الرئيس بشار الأسد مع النظام الإيراني، وليس مطلقا إيمانه بما يسمى بالديمقراطية التي تخفت فيها هذه المؤامرة، على العموم، عندما علقت الجامعة العربية مقعد سوريا سعى النظام السوري إلى الارتباط أكثر وأكثر مع النظام الإيراني، وهذا أيضا خطأ كبير من سوريا العروبة، ولهذا، فإننا نرى الآن التحالف الثلاثي العربي مصر والسعودية والإمارات، يحاول بجد وإخلاص أن يعيد سوريا للحضن العربي، لكن لماذا هذا الإصرار من التحالف العربي لعودة سوريا؟

هناك سبب مشترك لهذا التحالف، بالإضافة إلى أن هناك سببا خاصا لكل دولة من هذه الدول، فالإمارات سببها يكمن في أنها تريد قطع الطريق على الهلال الخميني الذي يعتبر العمود الفقري لإيران في احتلال الأمة العربية وزيادة توسعها، فإيران تتفاخر باحتلالها العراق وسوريا ولبنان، وإذا ما تم قطع الطريق عليها في سوريا فإن ذلك سيجعلها في مأزق، لهذا كانت الإمارات على تواصل دائم مع سوريا لعودتها للعرب، والسعودية لديها رؤية 2030 وشرق أوسط جديد أساسه عالم عربي مستقر ومزدهر لأبنائه، وهو ما دفعها للتواصل مع سوريا من أجل عودة العلاقات بينهما وفتح سفاراتيهما بدمشق والرياض، وبخصوص مصر فإنها تدرك أن استمرار الحرب في سوريا سيوفر مرتعا خصبا للتنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها، والتي تستهدف بالدرجة الأولى الدول العربية خدمة لإيران وتركيا.

وبالنسبة للسبب المشترك لهذه الدول في ضرورة استرداد سوريا للعالم العربي، فيتمثل في مواجهة التحالف الشعوبي الإيراني العثماني لاحتلال وتقسيم الأمة العربية ومسخ هويتها، والذي قاد ودعم مؤامرة الربيع العربي ومزق الدول العربية وأشاع الفوضى وقتل وهجر أبناء الأمة العربية، أما سوريا فمطالبة الآن بالعودة لحضنها العربي التاريخي ونبذ إيران ومؤامراتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية