العدد 4607
الأربعاء 26 مايو 2021
banner
“جيبك”... معشوقتي
الأربعاء 26 مايو 2021

لا شك أن هناك من القراء الأعزاء من لم يستوعب عنوان المقال، وأنا لا ألومه بالطبع، فقد يعتقد البعض أنها الإنسانة التي أتغزل بها، وتربطني بها علاقة حب! ولتجنب سوء الفهم هذا فإن “جيبك” الاسم المختصر لشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات والتي تأسست عام 1979، وتشرفت بالعمل فيها لـ 37 عاما متواصلة إلى أن تقاعدت قبل عامين، وبصراحة، أنا لست بصدد كتابة مقال أمتدح فيه الشركة بعرض إنجازاتها المختلفة في الإنتاج والجودة والسلامة والصحة المهنية والتصدير وغيرها، فهي غنية ولا تنتظر مني إضافة، وشهادتي فيها مجروحة.

وبصراحة شديدة أقر أنني أفتقدها، بل أفتقدها كثيرًا، نعم أقولها بكل فخر واعتزاز، فقد قضيت مجمل حياتي العملية في دهاليزها، بحلوها ومرها، ولا تلوموني إذا عنونت المقال بـ “جيبك... أعشقها”، وفي اعتقادي، إنه شعور رائع أن يتذكر ويفتقد المتقاعد المؤسسة التي عمل بها وأخلص لها، وينم ذلك عن قوة ومتانة العلاقة التي تربط بين الطرفين.

هذه المنشأة الصناعية الشامخة ظلت متألقة وتمتعت بسمعتها الطيبة داخليًا وخارجيًا بفضل سياستها الحكيمة بدءا بمجالس إداراتها وإداراتها التنفيذية والعاملين بها الذين يعتبرون أصولها وكنوزها، فهم الثروة الحقيقية لنجاحها بفضل انتمائهم وولائهم وعملهم بروح الفريق الواحد، فهذه الدروع البشرية أثبتت وفي مواقف كثيرة نقاء معدنهم وحبهم الصادق للمنشأة والفضل بالطبع يعود إلى الإدارة الحكيمة من خلال خلق بيئة عمل رائعة ونشر ثقافة مؤسسية راقية وعادلة.

وليعذرني القارئ العزيز، فبودي أن أذكر قصص النجاح والتحديات والكثير من المواقف الإيجابية والصعبة لولا محدودية المساحة، لكنني أعترف هنا بأن سبب كتابتي المقال تزامن مروري أمام مجمع “جيبك” وأنا أقود قاربي الصغير حيث انتابني شعور جميل ورائع يؤكد مدى ارتباطي وعشقي واشتياقي لها... نعم هذا الشعور الرائع أكبر دليل على مكانة جهة عملي السابقة وتعلقي الشديد بها، وعلى الفور قمت بالتقاط صورة جميلة للمجمع وأرسلتها للدكتور عبدالرحمن جواهري رئيس الشركة مذيلة بعبارة تقول “جيبك وما أدراك ما جيبك”، ولهذا السبب كتبت عنوان المقال “جيبك... معشوقتي”، هل عرفتم الآن من هي معشوقتي؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية