+A
A-

الوجيه علي راشد الأمين... بصمات بيضاء باقتصادنا

‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬أبريل‭ ‬2019‭ ‬المرحوم‭ ‬الوجيه‭ ‬ورجل‭ ‬الأعمال‭ ‬علي‭ ‬راشد‭ ‬الأمين،‭ ‬أحد‭ ‬أعمدة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬بصماته‭ ‬البيضاء‭ ‬الواضحة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والخيري‭.‬

تربى‭ ‬المرحوم‭ ‬على‭ ‬نصيحة‭ ‬حملها‭ ‬معه‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬والده‭ ‬“إذا‭ ‬طلب‭ ‬منك‭ ‬أحد‭ ‬المساعدة‭ ‬وتستطيع‭ ‬تقديمها‭ ‬فلا‭ ‬ترده”،‭ ‬وهذه‭ ‬الوصية‭ ‬الجميلة‭ ‬ارتسمت‭ ‬في‭ ‬عقله‭ ‬وروحه‭. ‬ولهذا‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬ما‭ ‬يمكنه‭ ‬تقديمه‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يطلب‭ ‬مساعدته‭.‬

وكان‭ ‬المرحوم‭ ‬رئيسا‭ ‬وعضوا‭ ‬سابقا‭ ‬لعشرات‭ ‬الشركات‭ ‬المساهمة‭ ‬وعضوا‭ ‬سابقا‭ ‬بمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬وجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬الخيرية،‭ ‬ومؤسس‭ ‬عشرات‭ ‬الشركات‭ ‬المساهمة‭ ‬والخاصة،‭ ‬ومدارس‭ ‬ابن‭ ‬خلدون‭ ‬الوطنية‭ ‬وجمعية‭ ‬الأمين‭ ‬الخيرية‭. ‬

والأمين‭ ‬هو‭ ‬مالك‭ ‬أول‭ ‬سوبر‭ ‬ماركت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬التجار‭ ‬بالمنامة،‭ ‬بنظام‭ ‬أوربي‭ ‬وكان‭ ‬السوبر‭ ‬ماركات‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يستورد‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬وأميركا‭ ‬البضائع‭ ‬النادرة‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬البحرين‭. ‬

ولد‭ ‬المرحوم‭ ‬في‭ ‬فريج‭ ‬المحميد‭ ‬بالمحرق‭ ‬ودرس‭ ‬في‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬وتخرج‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1949‭.‬

وكان‭ ‬الأمين‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬إذ‭ ‬شد‭ ‬رحاله‭ ‬إلى‭ ‬الخبر‭ ‬بعدما‭ ‬تخرج‭ ‬ليعمل‭ ‬مديرًا‭ ‬لمخازن‭ ‬شركة‭ ‬التميمي،‭ ‬وترك‭ ‬بصماته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭.‬

وفي‭ ‬فترة‭ ‬الخمسينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬بدأ‭ ‬المرحوم‭ ‬العمل‭ ‬بسوبر‭ ‬ماركت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬البقيق‭ ‬بالسعودية،‭ ‬وقد‭ ‬لفتت‭ ‬انتباهه‭ ‬الحركة‭ ‬النشطة‭ ‬للبيع‭ ‬والشراء‭ ‬خصوصًا‭ ‬من‭ ‬الجاليات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬لحظتها‭ ‬رسخت‭ ‬في‭ ‬مخيلته‭ ‬فكرة‭ ‬العمل‭ ‬بتجارة‭ ‬الأغذية‭.‬

وكانت‭ ‬تجربة‭ ‬الأمين‭ ‬الأولى‭ ‬لافتتاح‭ ‬محل‭ ‬تجاري‭ ‬في‭ ‬الخبر‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تنجح،‭ ‬إذ‭ ‬شهد‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬لافتتاح‭ ‬المحل‭ ‬هنالك‭ ‬إضرابًا‭ ‬من‭ ‬عمال‭ ‬بشركة‭ ‬أرامكو،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬الاعتماد‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬موظفي‭ ‬وعمال‭ ‬الشركة‭. ‬بعدها‭ ‬قرر‭ ‬المرحوم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬وبدأ‭ ‬العمل‭ ‬التجاري‭ ‬فيها‭.‬

والأمين‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬خيرية‭ ‬تخدم‭ ‬المحتاجين،‭ ‬وخصص‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬أرباحه‭ ‬لمساعدة‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬ثم‭ ‬قرّر‭ ‬تحويل‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬إلى‭ ‬جمعية‭ ‬خيرية‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬سابقًا،‭ ‬وهي‭ ‬جمعية‭ ‬علي‭ ‬راشد‭ ‬الأمين‭ ‬الخيرية‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬المتبرعين‭ ‬للجمعية‭ ‬من‭ ‬أمواله‭ ‬الخاصة،‭ ‬ورصد‭ ‬مبلغ‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬الجمعية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الصناديق‭ ‬المقفلة‭ ‬في‭ ‬محلات‭ ‬“أسواق‭ ‬ميدوي”‭.‬

وأسس‭ ‬المرحوم‭ ‬مع‭ ‬عبدالله‭ ‬الساعي‭ ‬المتجر‭ ‬العربي‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬الخبر‭ ‬السعودية‭ ‬1956‭. ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬1962‭ ‬أسس‭ ‬أسواق‭ ‬الميدوي‭. ‬كما‭ ‬أسس‭ ‬الأمين‭ ‬لتوزيع‭ ‬الأغذية‭ ‬1965‭. ‬وأسس‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬مع‭ ‬أبنائه‭ ‬مثل‭ ‬ميداد‭ ‬جلف،‭ ‬راما‭ ‬كازا‭ ‬التجارية،‭ ‬المعرض‭ ‬للمقاولات‭ ‬والأمين‭ ‬الزراعية،‭ ‬مصانع‭ ‬لولو‭ ‬للأغذية،‭ ‬الأمين‭ ‬الصناعية،‭ ‬شركة‭ ‬الوجبات‭ ‬السريعة،‭ ‬شركة‭ ‬البحرين‭ ‬للصناعات‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬الأمين‭ ‬للفواكه‭ ‬الطازجة‭.‬

كان‭ ‬متزوجًا‭ ‬من‭ ‬المرحومة‭ ‬فاطمة‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المير‭ ‬ولهم‭ ‬من‭ ‬الأبناء‭ ‬خمسة،‭ ‬لبنى،‭ ‬راشد،‭ ‬ماجد،‭ ‬خالد‭ ‬وزايد‭.‬