العدد 4558
الأربعاء 07 أبريل 2021
banner
رائد البصري
رائد البصري
دعائم لاستمرارية الشركات العائلية
الأربعاء 07 أبريل 2021

الشركات العائلية شركات تؤسسها عائلة أو أقارب أو حتى زوجان، وقد أدى هذا النموذج لنجاحات ضخمة في أوربا وأميركا وبعض الدول العربية من القرن الـ 18 إلى الآن، فأصبح بعضها إمبراطوريات ضخمة في الصيرفة والتشييد والإعلام.
وقد استثمرت الصين هذا النموذج في السبعينات وطورته، وكان من أهم أسباب نهضتها الحالية، إذ كانت تشجع الأسرة من الأب والأم والأبناء على بدء مشروعاتهم الخاصة، وكانت تتعامل معهم باعتبارهم شخصية اعتبارية مستقلة ووحدة واحدة، وكانت أحيانًا ما تغير نظام التدريس للأطفال ليتناسب مع طبيعة الشركات التي يسعى أباؤهم إلى تأسيسها.
وعلى الرغم من هذه النجاحات إلا أن هذا النموذج يواجه في معظم الدول العربية تحديات جمة لأسباب كثيرة يعرضها إلى العثرات مع الجيل الثالث أو الرابع، بعد إنفاق الجيل الأول وقتًا ومجهودًا وأموالًا على الهيكلة والبناء والتسويق. ولكي تحقق الشركات العائلية نجاحًا وتضمن الاستمرارية عليها بالنصائح الخمس التالية:
أولًا: عدم توظيف الأقارب إلا بخبرات: امتنع تمامًا عن توظيف الأقرباء أو الأبناء إلا بعد حصولهم على خبرة ما يقارب 5 سنوات خارج شركتك، ففترة التدريب والعمل الاحترافي ستثقل مهاراتهم وتغرس فيهم المهنية والاعتماد على النفس، وتنزع منهم الغرور وحب السيطرة والتفرد بالرأي، فتلك من أهم الأسباب لهروب الكفاءات من الشركات العائلية.
ثانيًا: الاحترافية والمهارة: وظف فريق بناء على الاحترافية والمهارة، وابتعد عن المحاباة على أن تضع كل متقدم لتدريب صارم واختبارات وتقييمات موحدة.
ثالثًا: الالتزام بالألقاب المهنية: ابتعد عن الألقاب العائلية والتزم بالألقاب المهنية فهذا أفضل سبيل إلى اتباع الثقافة التنظيمية والالتزام بأطر العمل الاحترافي، والابتعاد عن الاطار الأسري العشوائي.
رابعًا: توعية الموظفين بمهامهم: احرص على توعية كل موظف بمهام عمله وحدود صلاحياته من أين يبدأ وأين ينتهي وكيف يقيم أداءه، وكن صارمًا عندما يتعدى الموظف على صلاحيات غيره.
خامسًا: منع مظاهر الشللية: راقب جيدًا العلاقة بين الموظفين من داخل العائلة ومن خارجها، وحارب أي مظاهر للشللية أو التجمعات فذلك يعتبر مضيعة للوقت.
وقبل أن تؤسس شركة عائلية انتبه للتحديات، فالشركة العائلية كسرطان قاتل صامت لا يظهر إلا بعد فوات الأوان. فهل ينجح الجيل الحالي في الحفاظ على الإرث وسمعته ومكانته التي أسسها الرعيل الأول والجيل التالي مع إمكانية صمود الشركات العائلية أمام هزات السوق والمتغيرات السوقية وكسر الخلافات الداخلية. قد يصعب تطبيق هذه النصائح في مؤسستك العائلية ولكنها الضمان لاستمراريتها وتبوأ مكانتها في عجلة الاقتصاد الوطني، ومساهمتها في الأعمال الخيرية في المجتمع وبناء دور العبادة والمشافي ودور الأيتام ومساكن للمحتاجين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .