العدد 4556
الإثنين 05 أبريل 2021
banner
شتان بين الثرى والثريا
الإثنين 05 أبريل 2021

ينطبق بيت الشعر أعلاه على حالنا هذه الأيام! فقد سجلت البحرين قصص نجاح مشهودة خلال الأشهر القليلة الماضية وبشهادة عالمية، ووفرت أسباب التميز والنجاح في مختلف الميادين الاقتصادية والرياضية والتنموية، على الرغم من الظروف الاستثنائية العالمية لفيروس كورونا وما يتطلبه ذلك من استعدادات مضاعفة تمكّن أبناء البحرين بعزمهم وإصرارهم من تهيئتها، وفي المقابل كان القفز على الألف إصابة بكورونا في يوم واحد! وشتان بين هذا وذاك!

كنت قد كتبت مقالين حول هذا الموضوع بتاريخ 10 سبتمبر و13 أكتوبر من العام المنصرم، إذ ذكرت الأسباب والمسببات التي هي منطقية ولا يختلف عليها اثنان، أي "التجمعات" لا غير، سواء العائلية أو مع الأصدقاء! بالإضافة إلى عدم الالتزام بلبس الكمامات، ولا شك بأن الحكومة فرضت قيودًا وضوابط وغرامات على المخالفين، إلا أن الجهل كما يقولون سيد الموقف! يقول مالك بن نبي "ألا قاتل الله الجهل... الجهل الذي يلبسه أصحابه ثوب العلم، فإن هذا النوع من العلم أخطر على المجتمع من جهل العوام، لأن جهل العوام بيّن ظاهر يسهل علاجه أما الأول هو متخف في غرور المتعلمين".

إذا نحن أمام مفترق طرق، فالحكومة الرشيدة عملت ما في وسعها في سبيل الحفاظ على صحة المواطن والوافد، من خلال توفيرها اللقاح والعلاج والوقاية من هذا الوباء، وقامت بدعم القطاع الخاص والمؤسسات التجارية، بل عملت المستحيل والقائمة تطول ولها كل الشكر والتقدير على هذا العطاء والتميز، وبعد كل هذه الجهود الجبارة والحثيثة وبعد أكثر من عام منذ انتشار هذا الوباء سيئ الصيت، نجد أن استهتار الناس لا حدود له من خلال التجمعات العائلية وإحياء المناسبات الدينية في شوارع وقرى البلاد! وضرب جميع التعليمات والإرشادات الاحترازية عرض الحائط!

نحن في صراع لمواجهة هذا الوباء والكل يعمل بلا كلل أو ملل في وضع حد لانتشار هذا الوباء، ومناشدة الحكومة بالالتزام وعدم المخالطة والتجمع، نجد في المقابل مجموعات أخرى وفي مناطق مختلفة تتحدى القانون وتستعرض عضلاتها في مناسبات عدة! إذا النتيجة أن الاختلاط السبب الرئيس لانتشار وزيادة هذا الوباء، هل هذا مقبول؟ كيف نبرر هذا التصرف غير المسؤول وغير الحضاري.

الفيديوهات التي انتشرت خلال وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع المنصرم قوبلت بالاستهجان والاستنكار من قبل الجميع، فمثل هذه التجاوزات تؤثر على سمعة مملكتنا الغالية، وتغنى على تشويهها أناس يتصيدون في الماء العكر وهذا ما لا نرتضيه البتة.

وما نأسف عليه أن نقرأ تقارير تشير إلى أن عدد الإصابات عندنا الأعلى خليجيًا! وهذا ما لا نطمح إليه ولا يسر، وهو ما يؤثر سلبًا علينا عالميًا، إذ إن هذه التقارير لها انعكاساتها بلا شك على جميع مناحي الحياة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياحيا وسياسيًا! وكما يقال إن اليد الواحدة لا تصفق، لكنها تصفع، والبعض ليس بحاجة إلى يد تصفق له، بقدر حاجته إلى يد تصفعه، لعله يستفيق، واللبيب بالإشارة يفهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .