العدد 4554
السبت 03 أبريل 2021
banner
مبادرات رائعة
السبت 03 أبريل 2021

يقوم الكثير من الناس بمبادرات إنسانية وخيرية رائعة وراقية في مجتمعنا البحريني الصغير، وكذلك الحال نفسه بلا شك في جميع المجتمعات في العالم، فقد لاحظت في كل عام وقبل حلول شهر رمضان المبارك أن هذه المبادرات تكثر وتزيد والناس تتسابق لفعل الخير وتوزيع الصدقات من مال وطعام على المحتاجين، فجزاهم الله خير الجزاء.

والحقيقة، أنا شخصيًا من أكثر الداعمين لهذه المبادرات الطيبة وأشعر بالراحة والاطمئنان، إذ إنها تنم عن معدن الناس الطيب، كما شاهدت أن الكثير منهم لا يدعمون الناس محليًا فحسب، بل خارج البحرين أيضا، حيث إن هناك أناسا يعيشون في ظروف صعبة جدًا وهم في بعض الأحيان أولى من الناس الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة وينعمون بخيراتها الكثيرة، صحيح أن هناك فقرا ولكن النسبة قد تكون قليلة جدا لو قورنت ببعض الدول في العالم التي يعيش سكانها في فقر مدقع وظروف معيشية مأساوية صعبة للغاية يصعب وصفها.

أتمنى أن نرى أعداد المتبرعين تزيد يومًا بعد يوم وتكون هذه العادة الحسنة متواصلة ومستمرة طوال العام وليس فقط خلال هذا الشهر الفضيل، ولا شك أن هذه العادات والممارسات الرائعة ستزيدنا قوة وستزيد حب الناس، وترفع من رصيدنا في الآخرة، وكذلك نسهم في زرع حب عمل الخير لدى أبنائنا، وبكل أمانة فإننا كلما كثفنا من هذه الأعمال والصفات الحسنة فإن الله سبحانه وتعالى سيزيدنا من نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، فقد أمرنا سبحانه وتعالى بمساعدة الفقراء والمساكين، وهناك العديد من الآيات القرآنية عن مساعدة الفقراء وجزاء مساعدة الآخرين، وواجبنا تجاه المساكين، وجزاء الذي يساعد الآخرين كما أمر الله عز وجل. ومن يساعد الفقراء والمساكين يبارك الله في عمره وأولاده وأمواله وينفقها على الصحة والعافية، وهذا بعض الجزاء الذي تحدثت عنه الآيات القرآنية، كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم – بضرورة مساعدة الآخرين كبارا وصغارا، قال تعالى "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا" (٦٠ التوبة). ومن وجهة نظري الشخصية إن هذا العمل الجبار الذي من أراد الانخراط فيه يجب أن تتوافر فيه قناعة ذاتية وحب صادق نابع من القلب لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وليست لديه مصالح أو يريد استغلال هذه المساعدات، وأن يكون ملتزمًا بأخلاقيات العمل (Code of Ethics) لهذه المهمة الإنسانية والخيرية، لكننا ومن واقع بعض التجارب والممارسات السابقة غير الصحيحة لبعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية، اضطر البعض إلى التوجه إلى التواصل المباشر مع أفراد تربطهم علاقات وثيقة ومبنية على الثقة المطلقة، مدعمًا بالوثائق والإثباتات بحيث يطمئن المتبرع على آلية التوزيع. إذا نحن أمام مسؤولية كبيرة أمام الله أولا وأمام الناس ثانيًا، حيث إنه من مسؤولياتنا وأدبياتنا الالتزام والأمانة وكذلك حفظ حقوق أصحاب الأيادي البيضاء.

إن الثقة والأخلاق الحميدة والأمانة والصدق والقيم وغيرها من الصفات الحسنة موجودة في جميع الأديان السماوية ولا نريد أن نخص أية ديانة، لذا علينا التأكد من عدم خلط الأمور في هذا الجانب وعدم الخوض في هذه النقاشات التي لا تغني ولا تسمن من جوع. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .