+A
A-

تريليون دولار حجم موجودات المصارف الإسلامية عربيا

قدر‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لاتحاد‭ ‬المصارف‭ ‬العربية،‭ ‬وسام‭ ‬فتّوح،‭ ‬حجم‭ ‬موجودات‭ ‬القطاع‭ ‬العربي‭ ‬المصرفي‭ ‬بنهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬تقريبًا‭ ‬4‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬565‭ ‬مصرفًا‭ ‬عاملا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬حققت‭ ‬نسبة‭ ‬نمو‭ ‬تتجاوز‭ ‬5‭ % ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭.‬

وأشار‭ ‬فتّوح،‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أمس‭ ‬بمنتدى‭ ‬“تحويل‭ ‬الأزمات‭ ‬إلى‭ ‬فرص‭: ‬التمويل‭ ‬الإسلامي‭ ‬لتحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط”،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬الموجودات‭ ‬بنهاية‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬بلغ‭ ‬3‭.‬9‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬تقريبًا‭ ‬165‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬العربي‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العربي‭.‬

وبيَّن‭ ‬فتّوح‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬القروض‭ ‬بالقطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬تريليوني‭ ‬و2‭.‬3‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬تراجع‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬3‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬المصارف‭ ‬بلغ‭ ‬4‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار،‭ ‬عازيًا‭ ‬السبب‭ ‬إلى‭ ‬اتجاه‭ ‬المصارف‭ ‬العربية‭ ‬للقروض‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وليس‭ ‬قروض‭ ‬التنمية،‭ ‬داعيًا‭ ‬المصارف‭ ‬للاتجاه‭ ‬لتقديم‭ ‬قروض‭ ‬تنموية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭.‬

وقدر‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لاتحاد‭ ‬المصارف‭ ‬العربية،‭ ‬حجم‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬المصارف‭ ‬الإسلامية‭ ‬أو‭ ‬المصارف‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬إسلامية‭ ‬بأنها‭ ‬تبلغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬22‭ % ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المصارف‭ ‬العربية،‭ ‬مبينًا‭ ‬أنها‭ ‬نحو‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬للصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬أو‭ ‬المصارف‭ ‬الإسلامية‭ ‬أو‭ ‬المصارف‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬إسلامية‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬خدمات‭ ‬مالية‭ ‬إسلامية‭ ‬بتكلفة‭ ‬معقولة‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬اليد‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬مضاعفة‭ ‬فرص‭ ‬التنمية‭ ‬للفقراء‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الخدمات‭ ‬الإسلامية‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬ملموس‭ ‬على‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬خلق‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة‭ ‬وتشجيع‭ ‬الابتكار‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬اقتصاد‭ ‬قوي‭.‬

وأضاف‭ ‬“يمثل‭ ‬التمويل‭ ‬الإسلامي‭ ‬ومن‭ ‬ضمنه‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬تحديدًا‭ ‬رافعة‭ ‬أساسية‭ ‬للنشاطات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬رافعة‭ ‬أساسية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بسبب‭ ‬كونه‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬تمويل‭ ‬التنمية”‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬التي‭ ‬“تواجهها‭ ‬دولنا‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬انتشار‭ ‬كورونا‭ ‬وللأسف‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬يتوجب‭ ‬علينا‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬الإمكانات‭ ‬الكامنة‭ ‬لدينا‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬بل‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬فرص،‭ ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬التمويل‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال”‭.‬

وأشار‭ ‬فتّوح‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬عشرة‭ ‬أهداف‭ ‬مهمة‭ ‬يحققها‭ ‬التمويل‭ ‬الإسلامي‭ ‬تحت‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬لدى‭ ‬إطلاق‭ ‬المجلس‭ ‬العام‭ ‬للبنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬المنتدى‭ ‬المشترك‭ ‬الثاني‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬حول‭: ‬“تحويل‭ ‬الأزمات‭ ‬إلى‭ ‬فرص‭: ‬التمويل‭ ‬الإسلامي‭ ‬لتحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط”‭.‬

ويأتي‭ ‬تنظيم‭ ‬المنتدى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬فيه‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬للتمعن‭ ‬في‭ ‬التغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تفشي‭ ‬كوفيد‭ ‬–‭ ‬19‭ ‬وسبل‭ ‬مواجهة‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭ ‬لهذه‭ ‬التغيرات‭ ‬بطريقة‭ ‬مرنة‭ ‬وفعالة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬عرض‭ ‬التحديات‭ ‬الحالية‭ ‬والفرص‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقدمها‭ ‬التمويل‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للاقتصاد‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬سلط‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬العام‭ ‬عبدالإله‭ ‬بلعتيق،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬المالية‭ ‬عموما،‭ ‬وفي‭ ‬صناعة‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭ ‬خصوصا‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬مجموعة‭ ‬البنك‭ ‬الإسلامي‭ ‬للتنمية،‭ ‬بالسعودية،‭ ‬بندر‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬حجار،‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬دور‭ ‬التمويل‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتخفيف‭ ‬آثار‭ ‬الوباء‭ ‬الحالي‭.‬

وتضمن‭ ‬المنتدى‭ ‬جلستين‭ ‬نقاشيتين،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬الأولى‭ ‬مناقشة‭ ‬مرونة‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وسلط‭ ‬المتحدثون‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬والفرص‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذها؛‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬أثناء‭ ‬وبعد‭ ‬وباء‭ ‬كوفيد‭ ‬–‭ ‬19‭.‬

وركزت‭ ‬الجلسة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬تأثير‭ ‬آليات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والابتكار‭ ‬الرقمي‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ومدى‭ ‬أهمية‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬الآليات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمات‭.‬