هناك أناس رائعون يعرفون طريقهم إلى الضوء حين تظلم الحياة، ولديهم فلسفة جميلة مليئة بالأمل ودائما ترى قلوبهم منتعشة بالسعادة وتعيش مثل الكروان الذي يصحو مع شروق الشمس ويغني عند أبواب السماء، وخلاصة سعادة هؤلاء اتباعهم دستورا يبعدهم عن التوتر والاضطراب، ويكسبهم المحافظة على الهدوء في العمل والقول، وأهم بنود هذا الدستور وجميعنا بحاجة إليه هو أن لا تظن نفسك أنك الإله الروماني الخرافي أطلس الذي قيل عنه إنه يحمل الكرة الأرضية على ظهره، لا تكن جديا لأقصى حد، ولا تجهد نفسك في التفكير والأعمال أكثر مما هو لازم، أقبل على عملك برغبة، فإن ذلك يشعرك بالسرور والسعادة في الحياة، ربما لا تحتاج أو لا يمكنك أن تغير عملك، فما عليك في مثل هذه الحالة إلا أن تعمد لتغيير شعورك ونفسيتك، حينئذ تجد أن العمل تغير حسبما كنت تتمناه أن يكون.

نظم عملك واعمل حسب ذلك النظام، فإن الفوضى في العمل تخلق الكراهية له والنفور منه وتجعلك في حالة قلق وتوتر شديدين، لا تحاول أن تعمل كل شيء في وقت واحد، فإن ذلك يضيع وقتك عبثا وربما لن يكون في مقدورك إنجاز أي قسم من الأعمال.. الوقت ثمين جدا فحاول أن تغتنم ذلك، واهتم لناحية واحدة من العمل وعندما تنجزها فكر في غيرها ثم أقدم على إنجازها، تجد أنك قمت بقسط وافر من العمل دون أن تبذل من أجل ذلك وقتا طويلا.

ومن بنود الدستور أيضا، خذ فكرة حسنة عن عملك الذي تمارسه، بمعنى.. أنك إذا حملت في رأسك فكرة صعوبة العمل فإنك تجده كذلك ولو لم يكن صعبا، وإذا حملت فكرة سهولة العمل فإنه سيظهر كذلك ولو كان فيه شيء من الصعوبة. تلك وصفة الدكتور فنسنت بيل التي تشيع البهجة في النفوس وتجعل حياتنا رائعة مقبولة ومتألقة مثل النجوم اللامعة، وكما قال الشاعر البريطاني “شللي” اجعل حياتك مثل الفراشات حول النخيل.