في بعض الأحيان ينتابني شعور أن بعض أطراف المجتمع الدولي تقبل سياسة استمرار محاولات ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران استهداف عدد من المناطق المدنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة بشكل متعمد وممنهج من خلال طائرات بدون طيار “مفخخة”، وقد يكون في هذا الكلام بعض التعميم، لكن الحقيقة هي أن هذا هو الوضع بالنسبة لمعظم الدول الكبيرة، إذ إن حكوماتها قد ترى في الإرهاب وزراعة أفيونه في المجتمعات أقصر طريق لتحقيق بعض أغراضها السياسية، إلا أنها تحاول دائما أن تظهر بمظهر الدول المحافظة على السلام وتنتقد أية دولة صغيرة كانت أم كبيرة إذا أرادت أن تدافع عن نفسها.
الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية قادرة على الدفاع عن أراضيها الطاهرة مهما كثرت غارات الحوثي الإرهابية، ولديها قدرة على الردع لا تستطيع أن تصمد أمامها دول عملاقة وتستطيع بقوتها العسكرية الجبارة الوصول إلى أية نقطة في العالم في بضع دقائق، وتمتلك ترسانة كبيرة تقترب في الحجم والقوة من ترسانات الدول العظمى، لكن السعودية تستلهم سياستها من عقيدة الإسلام السمحاء، وتدعو دائما للخير والبناء بما يخدم البشرية جمعاء، وتؤمن بالتعايش السلمي بين الدول على اختلاف نظمها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وعدم التدخل في شؤون الغير، وفي مقابل ذلك نرى دولا وعلى رأسها منبع الشر والإرهاب “إيران” تخرق مبادئ القانون الدولي وجميع مبادئ الأمم المتحدة، وتعمل بأوراق مكشوفة على تهديد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة ومشروعاتها وخططها الإرهابية لا تتوقف، لكن بعض أطراف المجتمع الدولي متخاذلة بشكل صريح في إدانة الأعمال الإجرامية التي تقوم بها جماعة الحوثي الإرهابية، وهذا يثير أكثر من سؤال حول مدى مصداقيتها في السلام العالمي واحترام القرارات الدولية وإدانة الإرهاب.
على هذه الأطراف المتخاذلة العودة إلى رشدها وعدم نكث الوعود والمواثيق، فإيران العدو الذي يجب أن توجه إليه الضربة الأساسية وما عدا ذلك يكون شراكة في التآمر والإجرام.