العدد 4513
الأحد 21 فبراير 2021
banner
في حضرة تعليم عالٍ أرقى
الأحد 21 فبراير 2021

نحن في عمق المعترك، موجة ثانية أو ثالثة من كورونا، وسط احتراز لم يسبق له مثيل، وسباق أممي من أجل كبح جماح جائحة ما أنزل الله بها من سلطان، العالم يعيش حالة من التأهب المصحوب بأسى، فالمصاب أليم، والضحايا بالملايين، والخسائر بالتريليونات، والمديونية العالمية تخطت جميع الأسقف والحواجز والحدود وقفزت إلى ما فوق الـ ٢٨٠ تريليون دولار منذ فجر التاريخ حتى اللحظة.

هذا الوضع أدى إلى استنفار المعمورة عن بكرة أبيها، إلى تحفيز الجامعات وأجهزة الرصد ومراكز البحوث إلى البحث عن مخرج طوارئ أمن للبشرية جمعاء من نفق كورونا المظلم، ولقد كان للجامعات دور بارز ومحوري حتى الآن في قيادة دفة الاختراعات التي تقود إلى لقاح ناجح، ناجح من أجل تطويق الجائحة ودفع الابتلاء رويدًا رويدًا إلى آخر المطاف، ووضع نهاية آمنة للبشرية المهدومة حتى الآن.

ونحمد الله ونشكر فضله أن اللجنة التنسيقية برئاسة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه تمكنت من وضع منظومة متكاملة لتحجيم المخاطر ورأب الأصداع وتصويب مسارات القطاعات التي تصدعت وتلك التي تأثرت والأخرى التي منيت بخسائر فادحة.

وها نحن الآن وسط الهول نواجه يدا بيد، وعلى قلب رجل واحد كل ما ينعكس علينا من تداعيات بفعل هذه الجائحة الكونية الرهيبة.

هنا يأتي دور الجامعات، وهنا يظهر في الصورة ذلك الكم الفاعل من جامعات خاصة وحكومية، ومنظومات علمية دولية، ومؤسسات على أعلى درجة من التعاطي مع الآثار الجامحة للجائحة وتحوراتها، وهنا يأتي الحديث مجددا مياهه ودماءه ودنياه ليذكرنا بأن القرار الاستباقي لحكومتنا الرشيدة بفصل مجلس التعليم العالي عن وزارة التربية بمثابة الخطوة الفاعلة التي سوف تتبعها خطوات من أجل أن يحظى التعليم العالي الخاص في بلادنا بالاستقلالية المناسبة وبالعدالة المرعية في الضوابط والحقوق والواجبات وبالعدالة في توزيع الأعباء والمسؤوليات والفوائد على الجميع لا تفرقة بين هذا وذاك، فالجميع ينذرون أنفسهم ليكونوا في خدمة الوطن والمواطن، والجميع ينذرون أنفسهم من أجل التقدم العلمي في سبيل أن تنهض البلاد والعباد من كابوس الجائحة ومن تراجع أداء القطاعات المكلومة بفعل كورونا اللعين، هنا يمكننا التحدث عن استقلالية بحجم المسؤولية وعن رقابة حكومية بحجم الضبط والربط والانضباطية المحفوفة بالجودة في البرامج والمواد التعليمية، لا فرق بين عام أو خاص إلا بالجودة وحسن الإدارة، وسلامة المرتجى، ولا فرق بين عام أو خاص طالما أن الجميع يعملون تحت مظلة مباركة تراعي تربية الأجيال وتعليمهم، حتى يرتقي المجتمع بأسره ويكون قادرا على سبر أغوار التحدي، وضبط منعطفات اللحظة وصياغة مستقبل أفضل بمستوى الآمال والأيام الجميلة التي لم نعشها بعد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية