العدد 4471
الأحد 10 يناير 2021
banner
طموح المواطن الخليجي!!
الأحد 10 يناير 2021

مازال المواطن الخليجي ينتظر الكثير من مجلس التعاون، من منظومة المسيرة المباركة لهذا المجلس العتيد، كلنا كنا متأملين خيرًا من قمة “العُلا”، مصالحة خليجية عربية تمت بقلوب مفعمة بالإيمان، وبأيدٍ لم تكن مرتعشة وهي تقوم بالتوقيع على اتفاق المصالحة ومقررات القمة، رغم ذلك مازال المواطن الخليجي محاصرًا بأسئلة لها تاريخ، ما الفائدة المرجوة على هذا المواطن بعد 41 سنة من المجلس؟ لماذا تتأجل بعض القرارات المصيرية التي ترتبط جوهريًا وعصبيًا بالناس وهمومهم ومشاكلهم؟ وإلى أي حد أصبح حلم السوق الخليجية المشتركة والعملة الموحدة، والحوافز المتقاربة، وغيرها الكثير مازالت في طي الكتمان، ولم يشر لها من قريب أو من بعيد في قمة “العلا”؟

عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه في أول لقاء له مع ولي عهده رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه بعد عودته من “القمة” أطلق تصريحا يحمل المعنى ذاته، وهو “المحافظة على حقوق المواطنين لما فيه الخير للجميع”، وهل هناك حق وخير أكثر من أن يصبح لدى المواطن الخليجي تعاونًا غير محفوفٍ بالحواجز والعقبات مع شقيقه في أية دولة أخرى من دول مجلس التعاون؟ بالتأكيد لا يمكن أن يكون لقرارات القمم المتعاقبة دورًا في تعميق أواصر التعاون بين دول المنطقة إلا لو كان طموح المواطن الخليجي متحققًا ليس فيما بين السطور، إنما على أرض الواقع المليء بالإرهاصات، والمُتابَعْ من مطالبات، والمنتظر لقرارات.

ولأن التعليم هو حجر الزاوية في أي مجتمع، ولأنه بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي يمثل صمام الأمان الواقي من كل شر، والحافظ من أي أذى، والدافع نحو حماية الأمان والأمن والازدهار الذي تنعم به بلادنا، فإن أهمية الاعتراف المتبادل بجودة الجامعات الخليجية، والاعتمادية التي تحصل عليها بعض الجامعات المحققة لمتطلبات هذه الجودة وتلك الاعتمادية أصبحت من الأهمية بمكان لتحقيق طموحات شبابنا وأجيالنا الطالعة في تعليم مستنير، معترف به ومعتمد في مختلف دول مجلس التعاون، وهو ما لا يمكن أن نعتبره على مسؤولينا الكبار بكثير.

التعليم في بلادنا خاصة التعليم الجامعي يحتاج لنظرة أعمق، إلى رؤى أوسع، إلى حدقة عين أشمل وأعم، وإلى بصيرة أُؤمن تمامًا أن قادتنا يتحلون بها وأن أولياء أمورنا يؤمنون بنجاعة ورجاحة توجهها، وأن وزراءهم المختارون بعناية فائقة في مقدورهم تنفيذ الرؤى على أكمل وجه.

المشكلة تكمن في تلك الحلقة المفقودة بين الرؤية والتطبيق، بين القرار وإمكانية توظيفه ليصب في مصلحة المنظومة التعليمية الإقليمية برمتها، نحن نرى رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية المتعاقبين وهم يعترفون بأن أمريكا العظيمة تكمن في جامعاتها العظيمة، وللأسف الشديد نحن مازلنا بعيدين عن تلك الرؤية، عن الجامعات التي يجب أن تحظى باهتمام أكثر برعاية أعمق، بمنظومة على أكبر قدر من التفهم لمتطلبات السوق، وإذا ما كان الانفتاح على الشقيق المجاور ممكنًا حتى تعود أفواج الطلبة الأشقاء إلى جامعاتنا مجددًا، أم إن النظرة القديمة مازالت تحتاج إلى إعادة تصحيح من خلال تسويق أمثل لجامعاتنا في الدول الشقيقة المجاورة وتوضيح إمكاناتها الحقيقية من اعتمادية توافق الأنظمة المرعبة في دول مجلس التعاون الخليجي برمتها، وتتفق مع معايير الجودة التي أرى أنها شبه موحدة بين هذه الدول؟

طموح المواطن الخليجي ليس له حدود، وإمكانات بلادنا قادرة من دون أدنى شك على تحقيق هذا الطموح والوصول بآمالنا وأحلامنا إلى ما “نحبه ونرضاه”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .